
تشهد أستراليا تحولًا كبيرًا في قطاع الطاقة، حيث يسجل قطاع الطاقة المتجددة نمواً ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ما يعكس التزام البلاد بتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري ومكافحة التغير المناخي. وفي تقرير جديد أصدرته وكالة الطاقة الأسترالية، تم الإشارة إلى أن نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني ارتفعت بنسبة 18% في العام الماضي، مع زيادة مستمرة في استثمارات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
تعتبر الطاقة الشمسية المصدر الأكثر انتشارًا في أستراليا، حيث يقدر أن أكثر من 3 مليون منزل في البلاد قد استفادت من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية. في الوقت نفسه، يواصل قطاع الرياح تحقيق طفرة كبيرة في عدة ولايات، حيث يتم تطوير مشاريع كبيرة لتوليد الكهرباء من الرياح في مناطق مثل جنوب أستراليا وكوينزلاند.
يعد هذا التحول في الطاقة جزءًا من أهداف الحكومة الأسترالية لتخفيض الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% بحلول عام 2030، وهو جزء من الالتزامات التي قطعتها البلاد خلال مؤتمر المناخ العالمي في باريس. وتدعم الحكومة الفيدرالية هذا الاتجاه من خلال توفير حوافز مالية للاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تقديم الدعم للمستهلكين الذين يرغبون في تركيب أنظمة طاقة شمسية أو الانضمام إلى برامج الطاقة المتجددة.
وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة الأسترالي، كريس باين، “نحن نشهد تحولًا حقيقيًا في طريقة توليد الطاقة في أستراليا، وهو تحول مدعوم بتكنولوجيا مبتكرة واستثمارات ضخمة في قطاع الطاقة المتجددة. يجب أن نواصل دعم هذه الابتكارات لضمان مستقبل طاقة أكثر استدامة”.
ومع ذلك، تواجه أستراليا تحديات كبيرة في مجال التخزين والطاقة الاحتياطية. رغم التوسع الكبير في استخدام الطاقة المتجددة، إلا أن الشمس والرياح لا يمكن الاعتماد عليهما بشكل مستمر، مما يستدعي وجود حلول فعالة لتخزين الطاقة الفائضة في فترات الذروة. ولحل هذه المشكلة، بدأ عدد من الشركات الكبرى في أستراليا استثمارات ضخمة في تقنيات التخزين مثل البطاريات الكبيرة، مما يساعد على ضمان توفير الطاقة بشكل مستمر.
أبرز التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة المتجددة في أستراليا هي تسريع اعتماد تقنيات التخزين، إلى جانب تحسين شبكة الكهرباء الوطنية لتوزيع الطاقة المتجددة بشكل أكثر كفاءة. في هذا السياق، يتوقع الخبراء أن أستراليا ستحتاج إلى المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة لضمان استدامة هذا النمو المستمر.
ومع التوجه العالمي نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، تبقى أستراليا على المسار الصحيح لتصبح واحدة من أبرز الدول المنتجة للطاقة المتجددة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع إمكانيات كبيرة للنمو في المستقبل.