
بطرس ها أنا اسير نحو القدس! وعيناي لا تصدقان!
ماذا يا معلم!
هذه الدروب تغيرت!
وما إستطعت أن أرى ولو طفلاً واحداً يلوح بغصن زيتون او بسعفة نخيل!
وما سمعت صوتا ينادي اوشعنا في الأعالي!
ولا امرأة تلوح بمنديل!!!
ولا حتى الحمار الذي حملني! لم أرَه بعد!!!!
يا معلم لست ادري ما اقول! ومن اين ابدا!
اكثر الاطفال قتلوا!
ومن بقي منهم على قيد الحياة مات جوعا أو عطشا!
او تجلد من الصقيع في العراء!
كل البيوت هدمت وقتل من يسكنها!!! ومن بقي حيا شرد!!!!
قطعوا أشجار الزيتون وحرقوها كي لا يبقى اي رمز من رموز السلام الذي بشرت به!
وأما أشجار النخيل دفنوها تحت التراب ليقضوا على كل رمز من رموز البهجة وعظمة التواضع!والحرية وإنتصار الحق! الذي هو انت يا معلم!
الحمار ذبحوا!
والمجدلية نفذ بها حكم الموت رميا بالحجارة!
ليس لأنها زانية! وأما لانها آمنت انت هو المخلص!
والنساء عقروا! كي لا يبقى لك احفادا فوق هذه الأرض!!
واخوتك هولاء الصغار الصيادين مزقوا شباكهم!
وحرموا من الوصول إلى الشاطئ الذي ما زال يتذكر وطأ قدماك فوق رماله!
ومرتا! مرتا! قطعوا لسانها كي لا تستطيع الكلام!
وكي لا يسمعوا وهي تناديك! يا معلم!
وأما اليعازر قتلوه سرا! بعد أن احييته! من بين الاموات!
كي لا يكون شاهدا حيا على معجزاتك!
بطرس! اين يوحنا!
كما طلبت منه يا معلم! وحده لم يترك امك مريم!
الكثير تغير! ولكن الازمنة والمسافات بقيت كما هي!
أرى امامي درب الجلجلة! واسمع رنين المسامير!
ودقات المطارق!
واسمع صوت بيلاطس قائلا!
اني لا أرى علة في هذا الإنسان!
وإذا بالجموع تصرخ باصوات عالية!!!
إصلبه! إصلبه! إصلبه!!!
وها هو بيلاطس يغسل يديه قائلا!
انا بريء من دم هذا الصديق!
ومرة أخرى اسمع الجموع صارخين!!!
دمه علينا وعلى ابنائنا من بعدنا!
اتخيل أن المشهد يتكرر بكل فصوله!
لا يا معلم!
ها أنا الآن اجرب أن ابوح لك بأسرار لم تحصل منذ ألفي سنة ونيف فوق هذه الأرض!
بطرس!!! احب ان التقي بسمعان القيرواني ولو للحظة لأتمعن بوجهه قبل أن اصلب!
يا معلم اخاف أن أقول لك!!
لم يبق قيرواني واحد تحت الشمس! في هذا العالم!!!!
ما من قيرواني إلا وقتل!
بطرس!!! ما زلت لا اصدق ما أرى!
يا معلم هل الوقت كافٍ لنزور الجليل سوية!
لترى الدمار والخراب!
في صور وصيدا مرورا بقانا!
هناك بقيت الأإجران تئن من العطش!
وقبور الاطفال تنوح على من فيها!
هناك نحروا كل كنعانية! آمنت بانك ابن هذه الأرض!
يا معلم لست ادري ما أقوله لك عن غزة!!!
ومن الصعب علي أن أتخيل لو مررت بها! ماذا ستقول!
هناك الدمار والمجازر تنبئ بأن العالم بأسره كافر ومنافق! ومجرم!
ولا اتجرا أن أسألك! إن كانت نهاية العالم هذا قد أتت!
ويا يسوع الناصري!
واما عن الناصرة اترك الكلام لامك مريم!
وما عن اللص الذي صلب عن يميني! يا بطرس!!
هذا الذي آمن بي قبل أن يسلم روحه!
عفوا يا معلم كل اللصوص! تحولوا إلى اليسار!
بطرس كل هذا حدث!
الابرص الذي شفيته حرقوا جلده!
والاعمى الذي اعطيته نعمة البصر!
فقأوا عيناه كي يقال ما زال اعمى!
والرجل الذي شفيت ذراعه المشلولة!
اجبروه أن ينادي في الهيكل !!!
الإنسان وجد لخدمة السبت!!!
وما عن نهر الأردن المقدس!
يا معلم لست ادري ما اقول!
ولكن أنا واثق أن ثأرهم عندك يا يسوع الناصري!
انت الذي دعاهم يا اولاد الأفاعي!
وانت من قال لهم من منكم بلا خطيئة ليرمي هذه المراة بحجر!
وانت من جلدهم في الهيكل قائلا!
بيت ابي بيت صلاة يدعى! وانتم جعلتموه مغارة لللصوص!
يا معلم!!! عندي ايمان أنهم يكرهون إشارة اي صليب فوق هذه الأرض!
ويكرهون اي رمز من الرموز التي تذكرهم باسمك!
من بشر وحجر وشجر!!!!
يا معلم وانا على يقين كذلك! أن ثارهم من يسوع الناصري!
هو ثار من اصله! وهويته!!!
الست انت اول كنعاني فلسطيني ثائر! يا معلم!!!
بطرس اريد منك جوابا صريحا!
ها نحن نسير سوية إلى بستان الزيتون!
وهناك يهوذا ينتظر أن يقبلني قبلة الخيانة! قبل أن يسلمني!!!
يا معلم فوق هذه الأرض يتناسل يهوذا كل يوم!
وها هو يصبح ملكا لمملكة السمسرة والخيانة والعقارات!
بطرس تذكر ماذا ينفع الإنسان! لو ربح العالم كله وخسر نفسه!!! اهل هذا هو الزمن السخيف! او أن من يتحكموا بالزمن سخفاء!!!
بطرس سؤالي الاخير!
هل ستنكرنني!
يا معلم بكل صراحة نعم!
لثلاثة أسباب!!
الاول إذا لم انكرك ساقتل!
والسبب الثاني! اليوم لن يصيح الديك! ابدا
لانهم ذبحوه!!
وهذا يعني أن لا احد سيتذكر كم مرة سانكرك!
وأما اهم سبب يحملني على نكرانك أمام الجموع!!!!
أن أبقى على قيد الحياة!!!!
فقط يا معلم كي اكون شاهدا على قيامتك!
وإلا اكون أتعس تلميذ!
مات قبل أن يكون شريكا في يوم قيامة معلمه!!
ألآن صدقت ما أرى وما اسمع! يا بطرس!!!
ولا اهتم إن نكرتني أو لا! سبق ونكرتني وغفرت لك!
واما الخيانة لا تغفر!
وطلبي منك يا بطرس! الا تبكي بعد نكرانك لي!
لان دموعك تؤلمني أكثر من المسامير!!!
وتذكر أن كل دمعة إنسان فوق هذه الأرض تؤلمني!
وماذا بعد يا معلم!!!
بطرس لا تنسى أن تخبر توما!!!
إنني مصمم ان التقي معكم بعد القيامة في الجليل!
وما عليه إلا أن يتجرأ! ليضع إصبعه في جراحي!
كي يشفي شكوكه!
ومن بعد ذلك إذهب وبشر! أن أول جلجلة إرتفت فوق هذه الأرض نحو السماء!!! هنا !!!ومسيحها سمر فوق الصليب!! وصلبه كان وما زال طريق الحياة بعد الموت!
أنا مؤمن!!! مؤمن!!! مؤمن بلا شك يا معلم أو نكران!!!!
أن القيامة! حق!!! معمدة بالإيمان!!!
وانت هو يسوع الناصري من شق درب الخلاص للإنسان!!
يا معلم عيناي تصدقان ما ترى!
وسؤالي الاخير!!! يا معلم!!! هل ستغفر للذين سيصلبوك وانت معلق على الصليب!!
بطرس! أنا الذي دعوتكم أن تحبوا اعداءكم!!! فكيف لي أن اتنكر لرسالتي!
عيناي الآن!! يا بطرس تصدقان ما أرى وما قد جرى وما سيجري!
فوق هذه الأرض!
تذكر يا بطرس أن للنكران مغفرة بعد التوبة!
وأما للخيانة ليس هناك غفران!!!
وتذكر أن للقيامة مكان!
بدون أن يحدها اي زمان!
د علي اليسوعي
18/4/25