
رئيس غرفة التجارة يتوقع تعافيًا قويًا في التبادل التجاري والاستثماري الثنائي
توقع رئيس غرفة التجارة الصينية الأسترالية، السيد فون باربر، بقاء الشراكة بين الشركات الأسترالية والصينية “قوية ومزدهرة” على الرغم من تصاعد تقلبات التجارة العالمية في ظل زيادة التعريفات الجمركية الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين السياسي.
وقال باربر في مقابلة حصرية مع صحيفة “تشاينا ديلي”: “أعتقد أن درجة التكامل العالية هي السبب وراء استمرار قوة وازدهار العلاقة الثنائية في مجالي التجارة والاستثمار”.
وأشار باربر إلى أن العلاقة الثنائية في مجالي التجارة والاستثمار تشهد تعافيًا قويًا بوتيرة ثابتة بعد استقرار العلاقات الثنائية. وأضاف أن حوالي 60 بالمائة من أكثر من 400 شركة أسترالية شملها استطلاع حديث أجرته الغرفة أعربت عن تفاؤلها بشأن الفرص المتاحة في الصين خلال العامين المقبلين.
وأوضح أن هذا التعافي قد يكون مرنًا على الرغم من السياسات التعريفية الجديدة التي تتبناها الإدارة الأمريكية، والتي حذر خبراء من أنها قد تؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي. فبينما فرضت الصين تعريفات انتقامية على الولايات المتحدة، فإن ذلك قد يفتح فرصًا للمصدرين من دول أخرى، بما في ذلك أستراليا، في مجالات مثل الزراعة والطاقة، حسبما ذكر باربر.
ومع ذلك، أشار إلى أن اضطرابات التعريفات ستظل تؤثر على صادرات الشركات الأسترالية إلى الولايات المتحدة، خاصة في القطاع الزراعي، في حين أن التعريفات الانتقامية من دول أخرى يمكن أن تزيد من الضغط على التجارة العالمية. وأضاف: “لا يزال الوقت مبكرًا. الناس قلقون بالطبع. أعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لحل هذه المسائل”.
ووفقًا لباربر، فإن اتفاقية شركة “وودسايد إنرجي” لتوريد الغاز الطبيعي المسال مع شركة “تشاينا ريسورسز غاز إنترناشونال” الشهر الماضي – وهي المرة الأولى التي توقع فيها عملاق الطاقة الأسترالي اتفاقية بيع طويلة الأجل مع عميل في الصين على أساس مستقل – قد أظهرت التكامل القوي وإمكانات التعاون بين البلدين في مجال الطاقة النظيفة.
وأوضح أن أستراليا لديها وفرة في المعادن الحيوية وموارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بينما تتمتع الصين بريادة في التكنولوجيا الفعالة من حيث التكلفة، وهو تكامل يمكن أن يدعم طموحات أستراليا لتحقيق الحياد الصفري.
وفي الوقت نفسه، قال باربر إن الشركات الأسترالية تقدم منتجات غذائية ورعاية صحية عالية الجودة تتوافق مع أولويات الصين في مجالي الاستهلاك ورعاية المسنين، خاصة بالنظر إلى السوق المحلية الصينية الواسعة.
وأضاف: “حتى النمو الأبطأ نسبيًا بنسبة 5 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي للصين يعادل حوالي نصف حجم الاقتصاد الأسترالي بأكمله. وهذا يمثل فرصًا جديدة وهامة للشركات الأسترالية، خاصة إذا تواءمت مع أولويات الصين المتطورة ومحركات النمو المتغيرة”.
وتابع باربر: “لا أعتقد أن الانتخابات الفيدرالية المقبلة ستغير النهج الأسترالي تجاه العلاقة الثنائية”. ومن المقرر أن تجري أستراليا انتخاباتها الفيدرالية المقبلة في أوائل الشهر المقبل.
وأردف: “هذا طبيعي لأن وظيفة واحدة من كل أربع وظائف في أستراليا تدور حول التجارة. إنها (العلاقة التجارية الثنائية المستقرة مع الصين) ببساطة مهمة للغاية من الناحية الاقتصادية بحيث لا يمكن أن تحدث فيها تحولات كبيرة”.
وذكرت وزارة الخارجية والتجارة بالحكومة الأسترالية أن الصين هي أكبر شريك تجاري ثنائي لأستراليا، حيث تمثل 26 بالمائة من تجارة أستراليا في السلع والخدمات مع العالم خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في يونيو 2024.
علاوة على ذلك، قال باربر إن قدرة الصين الابتكارية ساعدتها على تحقيق الريادة في التطبيق التجاري لبعض التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تساعد أستراليا بشكل كبير في تحقيق أهدافها التنموية الاقتصادية.
وأكد باربر: “هناك فرصة لأستراليا للاعتراف بأن الصين ليست مجرد سوق للبيع إليها – بل هي سوق للشراكة والتعلم منها. وإلا، فإننا نجازف بالتخلف عن الركب”.
وشجع باربر المزيد من الشركات الأسترالية على زيارة الصين للحصول على رؤية أوضح لكيفية العمل مع الشركاء الصينيين وما هي الفوائد التي تعود على الجانبين.
واختتم قائلاً: “زار عدد من المديرين التنفيذيين (الأستراليين) الصين مؤخرًا، وأفادوا جميعًا بأن الوضع على أرض الواقع إما تجاوز توقعاتهم بكثير أو كان مختلفًا عما قرأوا عنه”.