أكد وزير الطاقة الأسترالي، كريس بوين، أن الانتخابات الفيدرالية المقبلة تمثل لحظة حاسمة لمستقبل تحول الطاقة في البلاد، محذرًا من أن فوز ائتلاف الحزب الليبرالي الوطني قد يعرقل بشكل كبير التقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال.

وفي كلمته الافتتاحية الرئيسية في مؤتمر صناعة الطاقة الذكية في سيدني، صرح بوين قائلًا: “أنا فخور بالتقدم الذي حققناه خلال السنوات القليلة الماضية، لكننا ما زلنا في بداية الطريق. كل ما أنجزناه معرض للتوقف والرجوع عنه في ظل حكومة جديدة.”

منذ توليه منصبه، قادت حكومة أنتوني ألبانيز العمالية العديد من المبادرات الرائدة عالميًا لدعم تبني مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات الطاقة المبتكرة، بما في ذلك “مخطط استثمار القدرات” (CIS).

وحذر بوين من أن كل هذه الجهود معرضة للخطر في حال تولي حكومة جديدة بقيادة بيتر داتون، المعروف بتشكيكه في تغير المناخ. وقد أعلن داتون بالفعل عن نيته إلغاء آلية CIS والتركيز بشكل أكبر على الطاقة المولدة من الفحم والغاز.

وركّز بوين بشكل خاص على تعهد الائتلاف الليبرالي الوطني بتقييد نمو الطاقة المتجددة ليقتصر على 54% من مزيج الكهرباء في البلاد. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تتجاوز البلاد عتبة 50% في وقت لاحق من هذا العام، مما يجعل هذا التعهد يمثل تراجعًا كبيرًا في مشاريع الطاقة النظيفة.

وأضاف بوين: “هذا يعني عمليًا أنه بين عامي 2026 و 2050، لن يتم تركيب أي طاقة متجددة إضافية في أستراليا، ولا مكان لبطاريات المنازل، ولا لبطاريات الشبكات الكبيرة، ولا دور للطاقة المتجددة. سيكون هذا أكبر ضرر اقتصادي ذاتي في التاريخ الأسترالي الحديث. إنه يعني تفويت الفرص المتاحة أمامنا كدولة قادرة على امتلاك أفضل موارد الطاقة المتجددة في العالم. كل هذا على المحك في 3 مايو.”

من المقرر أن تكون الانتخابات الفيدرالية في 3 مايو نقطة تحول حاسمة في مسار تحول الطاقة في البلاد، حيث ستحدد ما إذا كانت أستراليا ستستغل الفرص الاقتصادية الكامنة في تخزين الطاقة والطاقات المتجددة.

وخلال حديثه في “قمة تخزين الطاقة في أستراليا 2025” في سيدني الشهر الماضي، أعرب تيم باكلي، مدير مركز الأبحاث “Climate Energy Finance” (CEF)، عن تفاؤله بأنه في حال استمرار السياسات الحالية، يمكن تحقيق نسبة 82% من الطاقة المتجددة مع لعب البطاريات دورًا محوريًا في ذلك، محذرًا من أن تغيير الحكومة الفيدرالية سيؤدي إلى “فوضى وتأخير في السياسات”.

وفي إشارة إلى تعهد حزب العمال الأخير بتقديم “مخطط إعانة للبطاريات المنزلية بقيمة 2.3 مليار دولار أسترالي” في حال إعادة انتخابه، قال بوين، الذي ارتدى قميصًا كُتب عليه “بطاريات منزلية أرخص”: “هذا بمثابة تصويت ثقة في القرارات التي تريد الأسر الأسترالية اتخاذها.” وأضاف: “قال البعض إنه أكبر وأفضل وأكثر تدخل إيجابي في مجال الطاقة المتجددة. لست هنا لأعارض. كل هذا على المحك.”

يُذكر أن “برنامج بطاريات منزلية أرخص”، الذي أُعلن عنه يوم الأحد (6 أبريل)، سيُقدم عبر “مخطط الطاقة المتجددة الصغيرة النطاق” الحالي، وسيتيح للشركات الصغيرة والمرافق المجتمعية أيضًا الوصول إلى الإعانة، بدعم يصل إلى 50 كيلوواط ساعة للبطاريات التي يصل حجمها إلى 100 كيلوواط ساعة. وبموجب هذا المخطط، يتوقع بوين تركيب حوالي 1.1 مليون بطارية.

واختتم بوين قائلًا: “سنواصل خطة الطاقة الاستهلاكية للتقدم ولعب دور أكثر أهمية من خلال البطاريات. من خلال سياستنا التي أعلناها يوم الأحد، نتوقع ونتنبأ بحوالي 1.1 مليون بطارية جديدة. هذا هو شكل التقدم.”

المصدر: