كشف فريق علمي بقيادة جامعة أستراليا الغربية عن نوعين جديدين من عناكب “فخ الباب” في منطقة كيمبرلي شمال أستراليا، في أول توثيق لهذا الجنس من العناكب في هذه المنطقة، مما يعزز فهم العلماء لتنوع الكائنات الحية في القارة.

وقد نُشرت تفاصيل النوعين الجديدين، Kwonkan fluctellus و Kwonkan nemoralis، في مجلة Australian Journal of Taxonomy، مشيرةً إلى أن هذا الاكتشاف يُعد إضافة علمية مهمة للمعرفة المتنامية حول تنوع العناكب الفريد في أستراليا.

قاد البحث الدكتور جيريمي ويلسون، زميل ما بعد الدكتوراه في كلية العلوم البيولوجية بجامعة أستراليا الغربية، والباحث المشارك في متحف أستراليا الغربية، ضمن بعثة استكشافية حملت اسم “Bush Blitz” عام 2022، إلى المناطق النائية في شمال كيمبرلي، بدعم من الحكومة الأسترالية.

وقال الدكتور ويلسون: “لم نعثر على هذه العناكب في الأراضي السافانية الجافة التي تشتهر بها كيمبرلي، بل وجدنا نوع Kwonkan nemoralis، الذي يبلغ حجمه تقريبًا حجم قطعة نقدية من فئة 20 سنتًا، في أعماق أحد الأودية الذي يحوي بقعًا من الغابات الرطبة والغنية”.

وأضاف: “هذه الغابات الصغيرة تتميز بمناخها الرطب وتنوعها النباتي المختلف تمامًا عن البيئة المحيطة، وهو ما يجعلها موائل دقيقة ومتفردة”.

جحور مصممة بذكاء

وأوضح الدكتور ويلسون أن ما يميز هذه العناكب هو البنية المعقدة لمداخل جحورها، حيث قال: “على عكس الأنواع المشابهة التي تبني مداخل بسيطة ومفتوحة لجحورها، فإن عناكب جنس Kwonkan تبني مداخل معقدة ذات سمات فريدة”.

وأشار إلى أن الفريق لاحظ خلال استكشاف مجرى مائي صغير، جحورًا دائرية مميزة في الضفاف الرملية، مضيفًا: “كانت جحور Kwonkan nemoralis محاطة بطوق حريري قابل للانهيار، مغطى بحبيبات من الرمل، مما يمنحه تمويهًا طبيعيًا مثاليًا في البيئة المحيطة – إنه تصميم ذكي يخدم أغراضًا متعددة”.

وأوضح أن هذا الطوق ينهار ويغلق مدخل الجحر عند شعور العنكبوت بالخطر، ما يجعل الجحر غير مرئي تقريبًا للمفترسات، مثل العقارب، وأم أربع وأربعين، والدبابير.

وتساءل ويلسون حول الغرض من هذه المداخل المعدّلة: “هل هي تكيفات لأساليب صيد معينة؟ أم وسيلة دفاعية ضد المفترسات؟ هذه بعض الأسئلة التي نأمل أن نجيب عنها من خلال أبحاثنا المستقبلية”.

وأشار أيضًا إلى احتمال أن توفر هذه الهياكل حماية للعناكب خلال الفيضانات المفاجئة التي قد تضرب المناطق الجافة.

ويُعد هذا الاكتشاف جزءًا من مبادرة “تصنيف أستراليا” التابعة لأكاديمية العلوم الأسترالية، والتي تهدف إلى توثيق التنوع البيولوجي في البلاد خلال جيل واحد.

المصدر: