أعلنت الشرطة الأسترالية أن القافلة المحملة بالمتفجرات، التي عُثر عليها في أطراف سيدني في يناير الماضي، لم تكن جزءًا من مخطط إرهابي، كما كان يُعتقد في البداية، بل كانت مجرد خدعة إجرامية تهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية من خلال التلاعب بالأدلة واستغلال المخاوف الأمنية.

دوافع الجريمة والتلاعب بالأدلة

في مؤتمر صحفي، أوضحت السلطات أن القافلة لم تكن معدّة للتفجير، بل تم وضعها عمدًا لإثارة انتباه الشرطة والتأثير على سير تحقيقات أخرى. وأكدت التحقيقات أن الجناة حاولوا استغلال الموقف لتحقيق مصالح خاصة، دون أن تكون هناك دوافع أيديولوجية خلف الجريمة.

اكتشاف القافلة في ظل تصاعد التوترات

جاء العثور على القافلة في وقت شهدت فيه أستراليا موجة من الجرائم المعادية للسامية، بما في ذلك أعمال تخريب وحرق استهدفت معابد ومدارس يهودية، مما زاد من قلق السلطات والجاليات المتضررة.

تصريحات الشرطة: لا دوافع إرهابية

أكد نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، ديفيد هدسون، أن الجريمة ارتكبتها مجموعة صغيرة أو ربما شخص واحد فقط. وأوضح أن التحقيقات أسفرت عن اعتقال 12 شخصًا في يناير، تلاهم 14 آخرون في مارس، مع التأكيد على عدم وجود دوافع إرهابية وراء الجريمة، بل كانت مجرد عملية إجرامية معقدة تهدف إلى التضليل.

تصاعد العداء للسامية وتأثير التوترات الدولية

شهدت أستراليا ارتفاعًا ملحوظًا في جرائم الكراهية ضد اليهود خلال الأشهر الـ 18 الماضية، خاصة بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023 واندلاع الحرب في غزة، مما أدى إلى تفاقم التوترات داخل المجتمع الأسترالي وزيادة البلاغات عن الأعمال العدائية.

قائمة الأهداف اليهودية وتأكيدات الشرطة

كشفت السلطات في وقت سابق أن القافلة احتوت على قائمة بأهداف يهودية، مما دفع السياسيين للتحذير من تصعيد خطير. ومع ذلك، أكدت الشرطة أن التحقيقات أثبتت أن الأمر لم يكن تهديدًا إرهابيًا حقيقيًا، بل مجرد عملية احتيال إجرامية، رغم المخاوف التي أثارتها في أوساط الجالية اليهودية.

أدلة تؤكد أن القافلة كانت خدعة

أشارت الشرطة إلى أن القافلة عُثر عليها بسهولة، وكانت المتفجرات مكشوفة، كما لم يكن هناك أي جهاز تفجير، مما يدعم فرضية أنها لم تكن معدة للاستخدام الفعلي، بل كانت مجرد وسيلة للتلاعب بالأدلة وتضليل السلطات.

العقل المدبر والمشتبه بهم

ترجح الشرطة أن شخصًا لم يُقبض عليه بعد هو العقل المدبر وراء الخدعة، وقد استعان بمجرمين محليين لتنفيذ المخطط، وربما تكون هناك أطراف خارجية متورطة. ومع ذلك، لم تكشف السلطات بعد عن تفاصيل إضافية حول المتورطين المحتملين.

تصاعد جرائم الكراهية والعمل على مكافحتها

منذ أكتوبر 2023، وُجهت اتهامات لأكثر من 200 شخص بارتكاب جرائم كراهية ضد اليهود، مما يعكس تصاعد التوترات في البلاد. وتعمل الشرطة على تكثيف جهودها لملاحقة المتورطين في هذه الجرائم ومنع تفاقمها.

التداعيات النفسية والمجتمعية

رغم أن السلطات نفت الطابع الإرهابي للحادثة، إلا أن الجالية اليهودية تأثرت نفسيًا بشكل كبير، حيث زادت المخاوف والشكوك داخل المجتمع. وأكدت نائبة مفوض الشرطة الفيدرالية، كريسي باريت، أن السلطات تعمل على تهدئة الأوضاع وتعزيز الأمن داخل المجتمعات المتضررة.

المصدر: