أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 900 قتيل، منذ أن بدأت فصائل فلسطينية في غزة هجوماً مباغتاً على بلدات وتجمعات سكنية في المنطقة المحيطة بالقطاع، صباح السبت الماضي.
ونقلت قنوات تلفزيونية إسرائيلية عن عمال إنقاذ: «انتشال 100 جثة على الأقل من حي بيري الذي استولت عليه (حماس) خلال هجوم السبت».
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغري، إن الجيش تمكن من السيطرة بشكل كامل على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة. وأوضح هاجري في بيان، أنه لم يعد هناك عبور لأي مسلحين إلى داخل إسرائيل. لكنه لم يذكر ما إذا كان هناك مسلحون لا يزالون داخل إسرائيل، أم لا.
وفي المقابل، قال متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة ارتفع إلى 687 شخصاً، وأضاف المتحدث في تصريحات أن 3726 أصيبوا، مشيراً إلى أن القتلى بينهم 140 طفلاً و105 نساء.
جنوب لبنان
أعلن «حزب الله» أن ستة من عناصره لقوا حتفهم في قصف إسرائيلي لجنوب لبنان ، مع تمدد الصراع بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وفي الموازاة، بثت قناة «سكاي نيوز عربية» أن جنديين إسرائيليين قُتلا باشتباكات على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية.
وكان مصدران مقربان من الحزب قالا في وقت سابق أن عنصرا من الحزب قتل في قصف على موقع مراقبة تابع لـ«حزب الله»، وأضافا أن ذلك سيستدعي ردا من الجماعة. وأعلن الحزب في وقت لاحق مقتل ثلاثة أعضاء آخرين في القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، علماً أن «تلفزيون لبنان» الحكومي تحدث عن 6 قتلى للحزب، وتحدثت وسائل إعلام أخرى عن مقتل 7 عناصر.
وبثت قناة «العربية»، أن قذائف وصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل. وترددت أنباء أن صاروخ «كورنيت» أطلق من لبنان باتجاه أفيفيم على الجانب المقابل من الحدود. وأكد مصدران أمنيان أن «حزب الله» أطلق النار على شمال إسرائيل.
وأصدر «حزب الله» بياناً أعلن فيه أنه «في ردٍّ أوّلي» على مقتل عدد من عناصره اقدم على «مهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتبية تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابهما إصابات مباشرة». وأكد في ملحق للبيان أن عدد العناصر الذين قُتلوا هو ثلاثة فقط، خلافاً لأرقام أخرى متداولة.
من جهته، أفاد الجيش اللبناني بأن ضابطاً أصيب بقصف مدفعي إسرائيلي أصاب موقعاُ للجيش. وحصل ذلك فيما كانت تشتد وتيرة القصف المتبادل بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية.
\جنود إسرائيليون في موقع قريب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
وقُتل العنصر الأول من الحزب، ويدعى حسام محمد إبراهيم من بلدة عيترون الجنوبية، في قصف إسرائيلي بعد عملية تسلل نفذتها «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية التي تقاتل إلى جانب حركة «حماس» منذ أن شنت هجومها المفاجئ على إسرائيل يوم السبت.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده تمكنوا بدعم من طائرات مروحيةمن قتل مسلحين اثنين على الأقل عبرا الحدود من لبنان اليوم الاثنين.
ونفى مسؤول في «حزب الله» في وقت سابق تورط الجماعة في الهجوم.
وقال بعض سكان جنوب لبنان إنهم يغادرون منازلهم على طول الحدود مع إسرائيل وسط قصف عنيف على مشارف البلدات والقرى.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية إن حركة السير كثيفة على الطرق الرئيسية بسبب فرار الأشخاص من المنطقة الحدودية وإن المدارس في المنطقة ستظل مغلقة غدا الثلاثاء.
سوريا
بدأت الميليشيات الإيرانية في سوريا بحملة لدعم ومساندة حركة «حماس» التي أطلقت عملية «طوفان الأقصى».
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن قادة الميليشيات الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني بدأوا حملة علاقات عامة عبر المراكز الثقافية في محافظة دير الزور، لتحشيد الرأي العام لدعم حركة «حماس»، وإنه قد عُقدت لقاءات وندوات عامة حول المقاومة والتصعيد غير المسبوق الذي تشهده فلسطين و«طوفان الأقصى»، إلى جانب الإعلان عن فتح باب التبرعات والتطوع لقتال إسرائيل على الجبهة السورية الجنوبية.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «وجود استنفار لدى الميليشيات التابعة لإيران، منها (المقاومة السورية لتحرير الجولان) المحلية التي تتبع القوات النظامية، وميليشيا (حزب الله) عند الحدود مع الجولان، وكذلك في ريف دمشق الغربي عند الحدود السورية ـ اللبنانية، بالتزامن مع إعادة تموضع ووضع خطة قتالية بناءً على توجيهات من القيادة”.
تحذيرات من نزوح
قال تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، إن مصادر مصرية رفيعة حذرت من دفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف دعوات النزوح الجماعي للفلسطينيين من القطاع.
ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، أكدت المصادر أن «السيادة المصرية ليست مستباحة، وسلطة الاحتلال مسؤولة عن إيجاد ممرات إنسانية لشعب غزة». وحذرت المصادر من أن دعوات النزوح كفيلة بتفريغ قطاع غزة من سكانه «وتصفية القضية الفلسطينية نفسها».
تزامنت التحذيرات المصرية مع تعطل العمليات في معبر رفح بين غزة وسيناء في أعقاب ضربة جوية بالقرب منه.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في وقت سابق في لقاء مع مسؤولين محليين: «سوف نغير وجه الشرق الأوسط»، بعد الهجوم الذي نفذته فصائل فلسطينية على بلدات ومستوطنات بجنوب إسرائيل. ويأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه مصدر أمني كبير لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، نزوح عدد كبير من الفلسطينيين إلى مناطق رفح والشيخ زويد والعريش في شمال سيناء بمصر.
وفي سياق متصل، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقارير عن تلقي رسالة مسبقة من مصر بشأن العملية الفلسطينية، واصفاً إياها بالـ«كاذبة تماماً»، كما نفى أي لقاء برئيس المخابرات المصرية منذ تشكيل الحكومة؛ سواء بشكل مباشر أم غير مباشر.