“جورج خزامي لم يمت» عبارة يرددها كل من عرف هذا الرجل الاستثنائي، لأنه حي في ذاكرة كل من صادفه وصدى أعماله الخيرية لا زال يتردد حتى اليوم. كيف لا وهو من لم يغلق بابه في وجه أحد كائناً من كان وهو أول من عرف على اللقمة اللبنانية وبدأ بصناعة المأكولات اللبنانية من خلال عمل ال للتعريف بهذا الإرث الغني.
وفي مبادرة لرد الجميل، ما كان من أبنائه بريسيلا وناجي إلا ان قاموا بإطلاق كتاب يحمل عنوان «جورج» يحكي سيرة رجل الأعمال الراحل الذي كان ناشطاً في الجالية اللبنانية والعربية جورج خزامي. وقد حضر حفل الإطلاق العديد من أبناء الجالية الذين هم بدورهم من أبطال هذا الكتاب الذين كان هم حضور بارز على صفحاته.
كانت ابنته الوحيدة بريسيلا أولى المتحدثين والتي قالت أن كل من يعرف والدها يعلم أنه إنسان عظيم وكان «رجل الناس» الذي هو عنوان أحد فصول الكتاب، حيث أن كل ما قام به في حياته كان لمساعدة ودعم الجالية من دون أي مقابل لذا كان لا بد ن تكريمه مع العلم أن الكتاب ليس فقط عن إرث جورج وعائلته بل عن الجالية ككل التي يقدرها ويعتز بها كثيراً.
قدم والدي خدمات كثيرة للمهاجرين الجدد من خدمات الهجرة وإيجاد السكن وخدمات الترجمة وخصوصاً من تركوا كل شيء وراءهم وقدموا إلى بلد لا يعرفون فيه شيئاً.

وكان من اللافت على صفحات الكتاب، محاولة إبراز العلاقة الفريدة بين الأجداد والأحفاد حيث تضمن العديد من الصور لأشخاص من الجالية مع أحفادهم كما تم تسليم الكتاب لأحفاد جورج في الحفل وبدورها قالت بريسيلا أن جورج وزوجته عملوا جاهداً خلال حياتهم ونقلوا إرثهم إلى أبنائهم الذين يريدون بدورهم نقله إلى أولادهم ليفخروا بهذا الإرث كما كل عائلة لبنانية.
كما قالت بريسيلا أنه من الصعب وصف المشاعر التي انتابتها خلال الحفل بالكلمات، فكان من الفخر والروعة رؤية وصول الكتاب الذي استغرق سنتين من العمل ورؤية الناس تتصفح أوراقه. وقد اعتبرته أهم إنجازاتهم على الصعد العملي وأنه ليس تكريماً لهم فحسب بل لكل الجالية اللبنانية العربية.
كما تحدثت بريسيلا عن علاقتها بالمطبخ اللبناني التي عززها والديها لديها الذي كان دائماً يقول لهم ان هناك ثلاث مكونات في كل منزل، العائلة والطعام والثقافة، العائلة التي نحتاجها ونتنفسها كل يوم، الثقافة التي هي القيم والمعتقدات والطعام الذي يجمع العائلة على طاولة واحدة.
من هنا كان الهدف من المطعم التي افتتحته مع أخيها ناجي هو جمع العائلات على طاولة واحدة والذي كان حلم والدها أيضاً كما صادف إطلاق الكتاب في الذكرى الثالثة لتأسيس مطعمهم.

كما لا يمكن أن نغفل عن القلم النابض وراء هذا الكتاب، قلم الكاتبة والصحافية سارة أيوب التي قامت بعمل صحفي استقصائي حيث قضت عاماً بأكمله تتصل بأبناء الجالية لتجمع قصصهم لتضمن أن يجسد أيضاً العادات والتقاليد والإرث الذي ينقله الأجداد لأحفادهم.

لذا كان من اللافت تخصيص الكثير من صفحات الكتاب لقصص أبناء الجالية ومن جميع الطوائف دون استثناء ممن ترك جورج خزامي بصمة في حياتهم، وفعلاً صدمت سارة لدى زيارتها لإحدى العائلات لترى صورة جورج خزامي معلقة على أحد الجدران لما له من فضل عظيم على هذه العائلة.
معلوم ان الكتاب وضعته الصحافية سارة أيوب

عن أس بي أس عربي