أنطوان القزي
أذكرُ أن بوب كار تعرّض مرّة في منتصف التسعينات لهجومٍ قاسٍ من وسائل الإعلام الأسترالية على خلقية ملاحظة له على حكم أصدره أحد القضاة في سدني.ومنذ ذاك الوقت وحتى آخر ولايته لم يعد كار يدلي بملاحظاته حول سلك القضاء.
اليوم، يسمح رئيس الوزراء سكوت موريسون لنفسه ليس فقط بتوجيه ملاحظة هو شنّ هجوماً حاداً على المفوّضية المستقلّة لمكافحة الفساد وسخرَ وتهكّم حين وصفها بأنها محكمة الكنغر أي المحكنة الشعبية بسبب عدم رضاه على طريقة التحقيقات التي عاملت بها المفوضية رئيسة حكومة نيوساوث ويلز السابقة غلاديس بيريجكليان على خلقية قيامها برصد منح لجمعيات في مقعد واغا واغا الذي كان يشغله صديقها السابق داريل ماكغاير.
ولهذا السبب ، اتهم زعيم المعارضة العمالية الفيدرالية أنتوني ألبانيزي موريسون بتجاهل فصل السلطة التنفيذية عن التشريعية.
وطالب البانيزي أحزاب العمال والخضر والمستقلين بإقامة مفوضية الفيدرالية لمكافحة الفساد.
والسؤال: كيف يهاجم موريسون المفوضية المذكورة علماً أن حكومة الإئتلاف كانت قد تعهدت بإقامة مفوضية فيدرالية لمكافحة الفساد في شهر كانون الأول ديسمبر عام 2018.
والسؤال الثاني: كيف يمكن لرئيس الوزراء أن يطلب من بيريجكليان الترشح وهي لا تزال قيد المحاكمة ؟ اليس هذا حسماً للنتيجة يستبق التحقيقات،أليس هذا صيفاً وشتاءً تحت سقفٍ واحد، علماً أن مشهداً مماثلاً حصل في حكومة موريسون في أوّل عهدها حين أجبِرت الوزيرة الفيدرالية بريدجت ماكنزي على الإستقالة سنة 2020 وهي التي اتهمت بأنها رصدت منحاً بقيمة مئة مليون دولار في بعض المقاعد لغايات إنتخابية لصاح الائتلاف!.
لكن غلاديس حسمت الجدل واتخذت قرارها بعدم الترشح “لأنها تريد الإبتعاد عن الحياة العامة”!.
ربما قرأت غلاديس عن الصياد البرازيلي الذي هاجمه سرب من النحل، وخوفاً من القرص قفز في النهر، فتلقته التماسيح وأغرقته وأكلته.
بريجيكليان الخارجة من لدغات مكتبها في فيليب ستريت لن ترمي نفسها في بحر مانلي في وارينعا خوفاً من تماسيح محتملة بانتظارها.