أنطوان القزي
لأن القضاء اللبناني ممنوع من النظر بالجرائم الكبرى، و لأن استدعاء الكبار للمثول أمام التحقيق هو خطّ أحمر..
بات هذا القضاء مجبراً على التفتيش عن قضايا يكون أصحابها “فشّة خلق” لأن لا ظهر لهم كي تُتحذ القرارات بحقّهم؟!.
وآخر القرارات الصادرة في اليومين الأخيرين عن المحكمة العسكرية في لبنان والتي تطرح علامات استفهام حول طبيعتها، صدور حكم بحق اللبناني محمد يوسف بنوت الذي تزوّج من الفلسطينية حلا رزق، التي تحمل الجنسية الإسرائيلية.
وقضى حكم المحكمة العسكرية برئاسة العميد منير شحادة بحبس بنوت سنة وتغريمه مبلغاً قدره 500 ألف ليرة لبنانية، وذلك استناداً إلى قانون مقاطعة إسرائيل.
وكان بنوت تزوّج الفلسطينية في ألمانيا بعدما تعرّف إليها في أحد المستشفيات حيث كان يخضع للعلاج هناك فيما هي كانت تعمل كممرضة.
ربما كان على بنّوت ألّا يمرض في ألمانيا وألّا يدخل المستشفى هناك، وكان عليه أن يمرض في لبنان وأن يموت على باب مستشفى لبناني لا دواء فيه ولا أمصال ولا أطباء. وكان عليه أن يموت حتى لا يتعالج على يد ممرّصة فلسطينية تحمل الجنسية الإسرائيلية.
يعرف القضاءان العسكري والمدني في لبنان أن هناك ما يلامس المليوني فلسطيني يقال لهم “عرب 48” أرغمتهم إسرائيل غلى حمل جنسيتها ولديهم نواب في الكنيسـت الإسرائيلي!.
ويعرف القضاء اللبناني أن عشرات بل مئات الشبان اللبنانيين متزوّجون من فتيات فلسطينيات من ( عرب 48) يحملن الجنسية الإسرائيلية.
ويعرف القضاء أيضاً أن آلاف الفلسطينيين من عرب 48 زاروا ويزورون لبنان منذ النكبة وحتى اليوم ويحملون الجنسية الإسرائيلية ..”شو عدا ما بدا” حتى استفاق هذا القضاء اليوم ومن ألمانيا هذه المرّة.
هل نقاطع مليوني فلسطيني لأن إسرائيل أرغمتهم على حمل جنسيتها؟ وهل نستعيض بأحكام على قضايا حصلت في ألمانيا وهولندا والدانمارك لأنهم منعونا من إصدار أحكام بحقّ مَن قتل أكثر من 200 شهيد وجرح أكثر من أربعة آلاف مواطن في انفجار مرفأ بيروت؟!.
وهل يعرف القضاء اللبناني أن أكثر من ألفي شاب لبناني على امتداد القارات متزوّجون من فتيات لسنَ فلسطينيات ويحملن الجنسية الإسرائيلية كجنسية ثانية، فليتفضّلوا ويكلّفوا الأنتربول بسوقهم جميعاً الى عدالة “كل مين إيدو إلو”.
وهل كان على محمد بنوت ألّا يتزّوج من هذه ال” بنّوت” الفلسطينية حتى لا يخرق قانون مقاطعة إسرائيل في ذات اليوم الذي وصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي الى دولة الإمارات.
بنّوت المسكين ظنّ أنه دخل القفص الذهبي، فإذا به يدخل السجن من بوابة “قراقوش” اللبناني!.
وإلى كل طالب قُرب لبناني نقول:” إنتبه إسرائيلية”؟!.
ولله عيب ؟!.