لقد تطلبت هذه السنة الكثير من جالياتنا المتعددة الثقافات.
وقد طُلب منكم جميعاً أن تقدّموا بعض التضحيات الكبيرة جداً.
خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالشبكات الاجتماعية التي ترتبطون بها.
وبنشاطاتكم الاجتماعية والثقافية التي تتواصلون بها وتحمل الفرح إلى الكثير من الأستراليين.
لقد لعبتم جميعاً دوراً، وعملتم ما بوسعكم القيام به، للحفاظ على سلامة بعضكم البعض.
وقد عنى ذلك أيضاً تحمُّلكم تعطيلاً كبيراً لكل تقاليدكم الدينية المهمة.
إن مثابرتكم وتضحياتكم تؤكد لماذا أستراليا هي البلد المتعدد الثقافات الأكثر نجاحاً في العالم.
إنه مكان نشترك فيه جميعاً ونستمد القوة من قيمنا المشتركة، مثل الاحترام المتبادل والمسؤولية الفردية.
بجهودكم، ساعدتم البلد الذي تبنّيتموه «والذي نحبّه جميعاً» على قيادة العالم في مواجهتنا للوباء.
لذا، أقول اليوم شكراً لجالياتنا المتعددة الثقافات على كل ما فعلتموه لمساعدتنا على اجتياز هذه السنة الصعبة.
بما أن أستراليا في طليعة المواجهة الصحية، فقد خوّلها ذلك لأن تكون في طليعة المواجهة الاقتصادية.
المهمة الآن هي استكمال الانتقال إلى التعافي الاقتصادي بقيادة قطاع الأعمال وبطريقة آمنة من الـ COVID.
سيكون دور جالياتنا ومواطنينا المتعددي الثقافات الكادحين أساسياً في تحقيق هذا الطموح.
لأنهم غالباً ما يؤسسون ويمتلكون مصلحة تجارية. وهم غالباً ما يوظفون أستراليين آخرين.
بما أن 8 من كل 10 وظائف هي في القطاع الخاص، فإننا نحتاج لعودة المصالح التجارية إلى توظيف الناس، والاستثمار والتوسع.
ستعمل حكومتنا على دعمكم، وقد سبق أن قامت بتقديم موعد التخفيضات الضريبية وقدّمت مجموعة من الحوافز للمصالح التجارية.
يجب أن يشمل التعافي أيضاً زيادة نتاج وظائف المهاجرين إلى حدها الأقصى عن طريق مساعدتهم على اكتساب لغة إنكليزية جيدة.
مع أخذ هذا الأمر في الاعتبار، قمنا مؤخراً بتغييرات جوهرية على برنامجنا لتعليم اللغة الإنكليزية للمهاجرين البالغين (AMEP).
يوفر البرنامج الذي تبلغ كلفته مليار دولار (على مدى أربع سنوات) للمهاجرين المؤهلين مستحقات مشرّعة هي عبارة عن 510 ساعات مجانية لتعلّم اللغة الإنكليزية، لكن 21 بالمئة منهم فقط تكون لديهم لغة إنكليزية محكية عملية عندما ينتهون.
تعلُّم لغة جديدة أمر معقّد ويستغرق وقتاً. تُظهر الأبحاث أن 510 ساعات غير كافية للوصول إلى لغة إنكليزية عملية، وبالنسبة إلى الكثير من الناس، قد يتطلب الأمر حوالى 2000 ساعة.
تعني تغييراتنا أن المزيد من المهاجرين سيتمكنون من الحصول على تعليم مجاني للغة الإنكليزية لمدة أطول، وحتى يصلون إلى مستوى أعلى من الكفاءة.
فيما نتطلع إلى أن يكون العام 2021 أفضل وأكثر إشراقاً، فإن التركيز غير المسبوق على لقاح فيروس كورونا والاستثمار فيه يعطيان نتائج أولية جيدة جداً.
أعتقد بأننا سنرى لقاحاً السنة المقبلة، ما يعزز القدرة والثقة بشأن إمكانيتنا على العيش والعمل مع وجود COVID-19.
العلم والبحث لا يساعداننا فقط على مكافحة الفيروس.
بل هما في صميم مساعدة اقتصادنا ومجتمعنا على النمو مجدداً بشكل أقوى.
يثمّن الأستراليون بشكل كبير المساهمة الهائلة لجالياتنا المتعددة الثقافات.
خلال سنة الوباء هذه، رأينا مجدداً لماذا. نجتاز هذه المرحلة معاً.
وأعرف أن الناس في كل مكان متحمسون للعودة إلى الأعياد الوطنية، والمناسبات الثقافية والدينية، والمهرجانات والاحتفالات التي تجعل من أستراليا المتعددة الثقافات مميّزة للغاية.
أتمنى للجميع ميلاداً مجيداً، وصيفاً رائعاً، وسنة جديدة أكثر سعادةً.
سكوت موريسن رئيس وزراء أستراليا