بقلم علا بياض ـ سيدني

أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون يوم الثامن عشر من أيارمايو الجاري 2019 ( غداً السبت) موعدا للانتخابات الفدرالية المقبلة. والتقى موريسون الحاكم العام سير بيتر كوسغروف وطلب منه حل البرلمان الحالي وإصدار الدعوة لعقد الانتخابات. وكان موريسون يتعرض لضغط كبير من قبل المعارضة بسبب تأجيل الدعوة إلى الانتخابات، حيث اتهمه حزب العمال بإنفاق أموال الحكومة على الحملة الانتخابية للائتلاف.

وأظهر استطلاع للرأي خلال شهر نيسان ابريل 2019، أن شعبية حزب (أمة واحدة) الأسترالى اليمينى المتطرف تراجعت بعد سلسلة من الفضائح والخلافات الداخلية وذلك قبل أسابيع من الانتخابات العامة.

وبين الاستطلاع الذى أجرته شركة (نيوزبول) المتخصصة فى هذا المجال لحساب صحيفة (ذي أستراليان) أن حزب أمة واحدة سيحصل فقط على أربعة بالمائة من الأصوات فى الانتخابات المقررة يوم 18 أيارمايو 2019، وهو ما يقل بمقدار نقطتين مئويتين مقارنة بالأسبوع السابق. وأشار الاستطلاع أيضا إلى أن الحكومة الائتلافية الحالية بين حزب الأحرار والحزب الوطني لا تزال فى طريقها إلى هزيمة ثقيلة على يد حزب العمال المعارض المنتمي لتيار يسار الوسط. وأشار الاستطلاع إلى أن حزب العمال حافظ على تقدمه واختار شورتن إطلاق حملة حزب العمال من منزل عائلي في مقاطعة ميتشام في شرق ملبورن.

وقد وضع شورتن أمام الناخبين مقارنة بين ما يعد به حال فوزه وبين استمرار الحكم الحالي قائلا “نود أن نبني مستقبلاً يستطيع فيه أبناؤنا أن يشتروا منزلا، لا أن نفتح السوق للمستثمرين، نود أن يظل نظام التأمين الصحي في أستراليا من الأفضل في العالم، نحتاج أن نوفر للأستراليين عملا دائما و ليس عملا مؤقتاً.” ويرى المراقبون بأن سكوت موريسون  سيكون اكبر الخاسرين في هذه الانتخابات، مع احتمال تقدم وزير الخزانة جوش فرايدنبرغ، من حزب الاحرار.

يبقى موضوع الهجرة، على رأس اجندات الاحزاب السياسية في هذه الانتخابات.

سياسات الأحزاب ومواقفها تجاه الهجرة

ـ   حزب الأحرار :  اعلن حزب الأحرار عن  نيته بتخفیض تأشيرات الهجرة من 190 الف الى 160 الف تأشيرة سنويا. كما أعلن  عن طرح تأشيرات جديدة لتشجيع العمال واستقطاب ذوي المهارات الى المناطق الإقليمية. وزاد حزب الأحرارصلاحيات  سلطة وزیر الهجره في إلغاء تأشیرات الدخول لغیر المواطنين المدانین بارتكاب جریمة خطیرة إذا أعید انتخاب موريسون ، وستشدد حكومته في  اختبار الشخصیة للسماح بإلغاء التأشيرة في حالة إدانة الشخص  و محكوميته لمدة اقل من 12شهر. وصرح موريسون عن نيته لإغلاق مركز الاحتجاز في كريسمس ايلاند،  واكد عن إصراره بتباع سياسة رفض قوارب اللاجئين  عندما یكون ذلك آمنً.

ـ حزب العمال :   يدعم  حزب العمال اللیبرالین في  خفض الهجرة الى استراليا، ولكن على غرار سياسة حزب الاحرار فان حزب العمال يعطي الاولويه لزیادة التأشیرات الإنسانیة 7000 فيزا اضافيه وتتضمن خطتهم ً أیضا زیادة عدد التأشیرات الإنسانیة التي یرعاها المجتمع من 1000 إلى 5000. اما بالنسبه لتاشيرات العمال المهره فلدى حزب العامل خطة لقمع التقديم المزيف علي تاشيره رقم   457 فالغرض من ما ذكر أعلاه هو ضمانه إعطاء العمال المحلیین الفرصة الأولى في الوظائف المحلیة والاستثمار في المهارات والتدریب في الشباب الأسترالي عوضا عن اعطائها لعمال أجانب. واعلن حزب العمال، بأن تاشيرة الزياره الطويله للأهل سيتم تخفيض رسومها الى الوالدین، اما المؤقته فتخفض بنسبة الى75%. وتبلغ  الرسوم تقريبا 2500 دولار لتأشیرة مدتها خمس سنوات و 1250 دولا ًرا لتأشیرة ذات ثلاث سنوات من الرسوم الحالیة البالغة (10.000 دولار و 5.000  الالاف دولار أسترالي). و ستقوم حكومة العمال من جانبها أیضا بإزالة حد أقصى قدره 15000 مكان للتأشیرة وستسمح للعائلات برعاية كلا الوالدین على غرار التاشيره الحاليه والمقتصرة  على فرد واحد من الوالدين.

حزب الخضر

سياسة حزب الخضر: يدعم حزب الخضر الهجرة بدرجة أكبر من الحزبين المذكورين اعلاه ، في حین صرح الحزب إن المعدل الحالي للهجرة مناسب. ويعد حزب الخضر أحد أكثر المعارضين للاحتجاز اللاجئين  في الخارج كما  يتطلع لجلب جميع طالبي اللجوء الى استراليا والحد من  احتجاز اللاجىين في استراليا الى سبعة أيام. في الوقت نفسه ، یرید الحزب الصغیر ، الذي یمكنه الاحتفاظ بمیزان القوى في مجلس الشیوخ ، من مضاعفة تأشیرات الانسانيه  الي 50.000 لاجئ سنويا ويدفع الحزب بإتجاه تشكیل لجنة ملكیة في  ملف مراكز احتجاز المهاجرين في أسترالیا

حزب امه واحدة:  يتجه حزب أمة واحدة بإتجاه تخفیض الهجرة من 70.000 الى 16.000مهاجر سنوي ويدفع الحزب بإتجاه خروج أسترالیا من اتفاقیة الأمم المتحدة للاجئین لأنها لم تعد في صالح أسترالیا ورفض إستقبال اللاجئين.

الخلاصة

اصبحت الهجرة الموضوع الرئيسي على اجندة وبرامج الاحزالب السياسية في استراليا، الى جانب الشؤون الداخلية والتي تتعلق بفرص العمل والتأمين والأسرة، اكثر من الاهتمام بملفات السياسة الخارجية الى أستراليا، وعلى اية حال المواطن الأسترالي سيقول كلمته يوم 18 في صناديق الانتخابات. الجاليات العربية والاجنبية، الموجودة في استراليا، هي الاخرى لها ثقلها في هذه الأنتخابات العامة، والتي ممكن ان ترفع منسوب الاصوات لدى المرشحين في هذه الانتخابات العامة، ومهما تكن النتائج فيبدو ان الاحزاب السياسة الاسترالية باستثناء حزب الخضر تميل الى تقليص اعداد المهاجرين وفرص حق اللجوء وإستقبال اللاجئين.