أنطوان القزي

{ لو عاد الرئيس الياس الهراوي الى الحياة، لكان استفاق على بند سها عنه في معاهدة «الأخوة والتعاون والتنسيق». وهو بعدما سلّم رقاب اللبنانيين امنياً وسياسياً واقتصادياً الى الأشقاء، لم يلحظ لأمر هام ما دمنا شعباً واحداً في بلدين، وهذا الامر هو حق تظاهر السوريين في بيروت لأمر لا يعجبهم. فبعدما تظاهرت هيئة العلماء المسلمين يوم الاربعاء الماضي امام السفارة الروسية في بيروت مندّدة بالتدخّل الروسي في سوريا، … ولكي يحافظ اللاجئون السوريون على مبدأ 6 و 6 مكرّر انطلقوا يوم الأحد بتظاهرة في ذات المكان ولكن تأييداً للتدخّل الروسي. وما سقط سهواً في معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق سجّله الأخوة السوريون  بتظاهرة مدوّية في بيروت،.. طبعاً يحق لمليون ونصف مليون سوري في لبنان  بتظاهرة.. اذ كيف يحق لجماعة الحراك المدني وهمّ لا يمثلون اكثر من مليون شخص ان يتظاهروا ولا يحق للأشقاء بذلك؟ عندما لجأ الفلسطينيون الى لبنان سنة 1948 لم يحرّكوا اي تظاهرة الا بعد 19 سنة وهم حتى  انتهاء حرب الايام الستة (1967)، بقوا محافظين على عرفان حسن الضيافة طيلة عقدين.. اما الأخوة السوريون، فمستعجلون، «اوّل دخولو.. تظاهرة على طولو».. «وليه العجب»؟! ألسنا شعباً واحداً.. في عاصمتين؟!!

tkazzi@eltelegraph.com