أنطوان القزي

ما هو تفسير أن تضاء الأوبرا هاوس في سدني وأبراج كانبرا وادلايد دعماً لإسرائيل؟
صحيح أن قتل الأبرياء ممنوع ومرفوض ويسري هذا الأمر على كل عرق ودين وجنس ولون.
ولكن ألم يكن على أستراليا من العدالة البشرية أن تضيء الأوبرا هاوس أكثر من ألف مرّة في الماضي تحية لمحمد الدرة وللآلاف من الأطفال الشهداء.

ما نسوقه ليس تبريراً لقتل الأبرياء اليوم خاصة الذين كانوا يجتمعون في حفل ساهر على اطراف الصحراء.
فالبراءة لا تقاس بالمزاجية أو بلغة الأقوى، البراءة هي براءة في بيوت الصفيح في افريقيا وبنغلادش وعلى أرياش النعام في فيغاس والكوت دازور.. والأطفال هم أطفال في غزة وسيدروت وفي كل مدينة في هذا الكون.

والعدالة البشرية تملي علينا أن نكون منصفين إزاء زهق الارواح .
ومؤسف ما اتى به الإعلام الأسترالي منذ يوم الاحد حتى اليوم، ويخلو من كل موضوعية لأنه يجافي المنطق والتاريخ وحقوق الإنسان.

في الإعلام الأسترالي، لا يوجد شيء اسمه قضية فلسطينية، هناك خبر عن تساقط صواريخ حماس وليس هناك خبر عن حصار مزمن على القطاع وتجويع وتعذيب، هناك خبر الهجوم على مستوطنات حول غزة ولا يوجد خبر عن مستوطنين يهاجمون المسجد الأقصى في القدس كل يوم منذ أسابيع، ولا دبابات تقتحم جنين وتعيث فيها خراباً ودماراً ولا هدم للمنازل وقضم للأرض في القدس الشرقية؟!.

المؤسف أن طبق الأخبار اليومي الذي يقدمه الإعلام الأسترالي للمواطنين هو افتئات للحقيقة واجتزاء وتحريف للواقع وتحريض كامل على الشعب الفلسطيني وحقوقه، وحان للأستراليين أن يعرفوا الحقيقة كاملة كما هي وليس كما يسوّقها إعلام المغتصبين.

نكرّر أننا ندين قتل الأبرياء إلى أية جهة انتموا في صراع يستهلك يومياً 50 مليون دولار ثمن سلاح يقتل ويحرق ويدمّر؟!.
ولكننا لسنا مع إعلام «لا تقربوا الصلاة….. ونقطة على السطر»؟!.