أنطوان القزي
الأسبوع الماضي، أعيد نشر خبر يعود الى سنة 2007 يزعم فيه مايكل طوق، الذي كان يتنافس على الترشح ضد سكوت موريسون على مقعد «كوك» الفيدرالي والذي يضم منطقة كرونيللا أن موريسون أوحى لأعضاء فرع الأحرار هناك أن مايكل طوق هو مسلم كي يثني أعضاء الفرع عن انتخابه للترشّح، وهكذا كان، ودخل موريسون البرلمان الفيدرالي لأول مرة في تلك السنة (2007).
وكالعادة انقسمت الجالية يوم الأحد حول هذا الخبر بشكل حاد إنطلاقاً من التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي. ومثل كلّ مرّة لم يخلُ معظمها من التدليل على الفرز الطائفي بين أفراد الجالية.
نحن نفهم أن ينحاز أحراريو الجالية إلى موريسون وعمّالها ضدّه، ولكن لم نفهم سبب إعطاء الموضوع نكهة طائفية من الجانبين. «طبعاً لأننا عشّاق خصومات»!.
ولهؤلاء مسيحيين ومسلمين أقول: «أمس الأول الإثنين كنت في سيارتي و أدرت الراديو الى إذاعة «تو جي بي» وهي الأولى في أستراليا ، وصادف أن كان البرنامج مخصّصاّ للتعليق على هذا الخبر «توك باك». وكانت آراء مما هبّ ودبّ، الى ان قال أحدهم ما هو دين الموارنة (دين مايكل طوق هل هم مسلمون أم مسيحيون)؟ ليجيبه المذيع «إتهم كاثوليك»، ليتصل مستمع آخر ويقول:» ليس مهماً اذا كانوا مسيحيين أو مسلمين، أليسوا لبنانيين، هذا يكفي».
كم هو قاس هذا الإنطباع عن اللبنانيين وكم هي قاسية معاركنا ضد بعضنا، نحن نتعارك في ما بيننا من أجل موريسون وألبانيزي والأستراليون يضعوننا في سلّة واحدة.. ألا يكفي هذا المشهد لنحافظ على وحدتنا وأننا أبناء جلدة واحدة؟!.
يومي 11 و 12 كانون الأول سنة 2005 حصلت موقعة كرونيلا ضد الشرق أوسطيين بتحريض من ألان جونز عبر إذاعة توجي بي وامتدت الإشكالات جغرافياً الى معظم مناطق سدني. وعندما هدّد العنصريون ذات مساء بالقدوم الى مسجد لاكمبا رأينا مجموعات من شبيبة رعية مار شربل تتوجّه على وجه السرعة وتعتصم أمام مسجد لاكمبا لتصدّ المعتدين إذا حاولوا تنفيذ تهديدهم في مشهد لا يدلّ على ابراز العضلات بل على الأخوّة المشرقية وعدم استفراد الأخرين بأية فئة منا.
بعد فترة، تعرّض تمثال السيدة العذراء خارج كنيسة مار شربل في بانشبول للتخريب من مجهولين ، وغداة الحادثة زار وفد من لاكمبا دير مار شربل مستنكراً ومتضامناً.
نحنُ في أستراليا لبنانيون ولسنا مسلمين ومسيحيين..
إفهموها وأوقفوا العزف على أوتار تخدم الآخرين، وكأنكم تشفون غليل مَن نبش الخبر بعد 15 سنة.