أنطوان القزي
كنا نودُّ الحديث عن الأزمة الديبلوماسية بين مصر والسودان بسبب مسلسل «أبو عمر المصري» الذي يُعرض على الفضائيات المصرية والذي أغاظ الحكومة السودانية التي استدعت سفير مصر لتقدم له مذكرة احتجاج.
ولكن ما حصل في بيروت يوم الأحد الماضي كان أدهى من ذلك ويجدر التوقف عنده. فبعد فوز فيلم «كفرناحوم» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان الـ 71 وبعد التهنئة التي تلقتها من إدارة المهرجان ومن الرئيس الحريري وعدد كبير من الوزراء والنواب اللبنانيين، طلعت الإعلامية على قناة «المنار» منار صبّاغ بموقف فاجأ الجميع حين وصفت المهللين لنجاح لبكي بـ «أبناء فينيقيا» لأنهم اعتبروا أن جائزة نادين لبكي ترفع الرأس وقالت صباغ: «بمناسبة الإفراط بالحديث عن الشخصيات التي ترفع رأس لبنان عالياً بجائزة أو مسابقة أو تحدٍ ما.. يا معشر المثقفين، أبناء فينيقيا منهم تحديداً، أعرض عليكم صور شهداء اليوم الأول من معركة القصير 2013، قبلهم وبعدهم ارتقى كثر من قديسين شهداء باعتقادي، لبنان يكفيه هذا المجد لقرون» .. انتهى التعليق الذي أتبعه النائب نوّاف الموسوي بتعليقٍ مماثل!؟ (راجع ص7)
.. وانهالت الردود على منار من إعلاميين وغير إعلاميين ويتساءل هؤلاء: ما علاقة «كفر ناحوم» بشهداء القصير، وما الذي يربط بين الإثنين، ألا يمكن أن يترحم المرء على الشهداء ويفرح للفوز في مكان آخر، وما علاقة فينيقيا وأبنائها بجائزة كان!؟..
صيف سنة 1970 قُتل قائد الجيش اللبناني آنذاك جان نجيم بسقوط المروحية التي كان يستقلها فحزن لبنان عليه حزناً كبيراً وفي ذات الأسبوع احتفل اللبنانيون جميعاً بفوز جورجينا رزق بلقب ملكة جمال الكون.
فهل كان يجب على جورجينا أن تتخلى عن التاج لأن العماد نجيم قُتل؟!.
رحم الله كل الشهداء ومنح الأحياء كل النجاحات.