منذ زمن طويل حضرت اثناء تلمذتي في الجامعة مسرحية «عطيل» لمؤلفها وليام شكسبير.. وهي مأساة تدور احداثها حول قائد في الجيش من المغرب اسمه «عطيل» قتل زوجته التي يحبها حتى العبادة واسمها ديدمونة اعتقاداً منه انها قد خانته.. وبعد ارتكابه الجريمة تبين انها كانت مخلصة ووفية ولم تخنه وكانت خيانتها له مجرد وشاية وهمية.. فحزن حزناً كبيراً .. وكانت مأساة تراجيديا مسرحية احدى رائعات المؤلف الخالد شكسبير.
لقد تذكرت حضور تلك المسرحية حينما قرأت مقالاً في الملحق الادبي News Review لصحيفة سيدني مورنينغ هيرالد عن ذكريات مواطن استرالي يحب المسرح منذ نعومة اظفاره .. فقال انه حينما كان عمره 16 عاماً ذهب مع تلاميذ المدرسة لمشاهدة مسرحية «عطيل» لشكسبير.. اذ كانت قد حجزت مدرسة لتلاميذ الصف العاشر لحضورالمسرحية في مسرح معروف في استراليا من اجل امتاع وتثقيف وتعليم التلاميذ حب المسرح والاعمال الادبية الخالدة من تراث الانسانية.
ولكن التلاميذ الذين حضروا المسرحية لم يحترموا المسرح واداء الممثل بيتر شونسي الذي لعب دور Othello «عطيل» في المسرحية فكانوا يتحدثون بصوت عالٍ.. والمشهد كان اثناء خنق عطيل لزوجته ديدمونة فوجه الممثل صوته الجهوري الذي يشبه صوت شكسبير الى التلاميذ واثناء وضع اصابعه على عنقها قال لهم في ألم وتوبيخ:
«اسكتوا ايها الخرقاء الملاعين الصغار وشاهدوا المسرحية».. انتاب الجميع الصمت.. وكان ذلك المشهد من المسرحية خالداً في ذاكرة الطالب لا يموت وكتب عنه الاسبوع الماضي في الصحيفة.
قفزت هذه الذكريات الى مخيلتي يوم حضرت مسرحية «المعلمة والسفّاح» .. فإن المسرح هو ارقى الفنون على الإطلاق.