كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

تقول النكتة «ان السوفيات حاولوا بعد الحرب استرجاع المغتربين الأرمن الى ارمينيا. فرجع بعضهم وتردّد آخرون، لكن واحداً منهم اتفق مع اهله ان يخبرهم اولاً بما يجد، فإذا كانت الأحوال طيّبة يبعث لهم صورته واقفاً.. واذا كانت سيئة يبعث لهم صورته جالساً.. مرّت اشهر وتسلّموا رسالته وفيها صورته مستلقياً على الأرض»!؟
حال هذا الأرمني تشبه حال اللبناني الذي عاد الى وطنه،  وما إن وصل حتى راحت تنهال عليه اتصالات اهله: «اخبرنا، كيف الوضع»؟.
قال : اسمعوا، عن الكهرباء.. مقطوعة، عن الشواطئ ملوّثة، عن الأدوية مغشوشة… عن الادارات نموذج الرشاوى، عن الرياضة «بوكسات» ولكمات واشتباكات في الملاعب.. عن البلاجات للأغنياء فقط، وعن النفايات فهي تشكّل سلسلة لبنان الجبلية الثالثة… كان العائد الى لبنان يتحدث الى اهله على «الفايس تايم» وهم يشاهدونه جالساً لسوء الوضع.. امّا عندما سألوه عن السياسة فوجدوه فجأة مستلقياً ووقع عن الكرسي ولم يجب؟!
فالرجل لم يرَ ولم يلمس ولم يحسّ ان هناك سياسة في لبنان.. لقد خجل ان يجيب ذويه عن الدجل والتكاذب.. فأقفلوا الخطّ وتركوه مستلقياً.