بقلم / هاني الترك OAM

حتى نُجِارِي الزمن يجب فهم واستيعاب الحضارة الغربية المعاصرة المهيمنة حالياً على العالم بجميع طبائعها وعناصرها.. وعلى وجه الخصوص دراسة جذورها التقليدية التاريخية من الاغريقية والرومانية والعربية التي شكلتها وصاغتها الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام.. فإن العودة الى الجذور هامة.. ولكن للأسف العميق تقول الدراسات والارقام ان افضل خمسين جامعة في العالم لا يوجد فيها فصل دراسي واحد متخصص في دراسة الحضارة الغربية.
وما يثلج صدري انه في منطقة باراماتا التي اقطن فيها جامعة صغرى متخصصة في دراسة الحضارة الغربية تحمل اسم كلية كامبيون Campion College وهي متميزة جداً ومن بنات افكار مدير مكتبة جامعة نيو انغلاند واسستها الكنيسة الكاثوليكية وتقبل طلاباً متفوقين من اي ديانة وجزء كبير من خريجيها يتجه للعمل في الصحافة وعدد منهم يتجه لإكمال الدراسات العليا في جميع التخصصات سواء الإنسانية او العلمية او الطبية او التكنولوجية في اهم جامعات استراليا والعالم.
والدراسة في كلية كامبيون تنتهج اكثر الوسائل التعليمية تقدماً وتطوراً اذ يقيم الطلبة في اجواء اكاديمية رائعة وطبيعية خلابة بحثاً عن الحكمة والتحصيل العلمي.. واهم ما في الجامعة المكتبة الورقية والالكترونية التي تضم كنوز المعرفة الإنسانية.يبقى شيء هام يجب الاشارة اليه:
ان اسم الكلية Campion College التي انشأتها الكنيسة في باراماتا هي تيمناً باسم الكاهن اليسوعي ادموند كامبيون Edmond Campion الذي عارض الكنيسة في القرن السادس عشر بآرائه واتهمته الكنيسة بالهرطقة وحكم عليه بالاعدام شنقاً.. وبعد تنفيذ الحكم وُضعت جثته على ظهر حصان وقُيّدت رجلاه ويداه وانطلق الحصان ليمزق جسده الى اربعة اجزاء.. بهذه الطريقة البشعة كانت تحكم الكنيسة في عصور الظلمات الوسطى وبهذه العظمة صححت الكنيسة مسارها واطلقت اسم كامبيون على اهم جامعة في العالم تدرس الحضارة الغربية المعاصرة التي محورها الأساسي الحرية.