بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

لم تعد الحرب الباردة إلا نقطة تاريخية في بحر ما يحكم العالم اليوم من تغييرات واحداث.
واذا كانت محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن شلومو ارجوف سنة 1982 تسبّبت باجتياح اسرائيل للبنان، فإن اغتيال السفير الروسي في انقرة اندره كارلوف هذا الاسبوع سيعزّز اجتياح الروس لسوريا وليس العكس كما يتصوّر البعض.
فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ قراره النهائي، وهو وجود روسي عسكري ثابت في سوريا كما هو حاصل من تواجد الجيش الاميركي في كوريا الجنوبية واليابان وبعض اوروبا. مع رفع السقف الروسي بالمطالبة بنقل محادثات جنيف مع المعارضة السورية الى كازاخستان مع ما يعيني ذلك من تأكيد القدرة الروسية ومحاولة تحجيم دور دونالد ترامب قبل وصوله الى البيت الابيض.
لم تعد كوبا ولا بعض البؤر الافريقية تعني شيئاً في الاستراتيجية الروسية التي تدرك تماماً ان تعزيز قبضتها في بلاد الشام يخيف الايرانيين والاميركيين والاتراك والخليجيين والاوروبيين. باختصار فإن سقوط حلب جعل بوتين سيّد عصره بشهادة الاعلام الاميركي قبل سواه.
لقد استخفوا في البداية بضابط الـ KGB فإذا به يضبط العالم على توقيت موسكو.