ان البطالة الطويلة الأمد وبطالة الشباب ورجال الاختصاص هي متفاقمة في المنطقة وتشكل وضعاً مقلقاً
قمت بزيارة الى لبنان  واكتشفت الاسباب التي تدفع اللبنانيين الى التعلّق العاطفي ببلدهم الأم

 

النائبة العمالية للولاية عن منطقة غرانفيل جوليا فين لا زالت تتذكر نشأتها في المناطق الريفية في نيو ساوث ويلز حيث ترعرعت في عائلة محافظة كبيرة.
انتقلت الى مدينة سدني لمتابعة دراستها الجامعية ودرست السياسة والاقتصاد في جامعة سدني وحصلت على شهادتي ماجستير في العلاقات الاقتصادية والعلوم السياسية. وعملت بعد تخصصها في القطاع العام في مجالات الطاقة والنقل والاسكان والتخطيط السياسي والسياسة التقاعدية  وكان لها مساهمات عديدة في هذا المجال، وهي متزوجة من رجل اكاديمي، دون اولاد. كانت عضواً في مجلس بلدية باراماتا سنة 2004 .
وفي سنة 2015 ترشحت عن مقعد غرانفيل وفازت كنائب عن حزب العمال.
سألت جوليا فين كنائب عمالي للمرة الاولى، ماذا تسعين الى تحقيقه؟
– منطقتي هي شديدة التنوع على المستوى الثقافي الاثني وعلى المستوى المعيشي الطبقي.
يوجد في منطقتي طبقة من الاثرياء كما يوجد طبقة اخرى من ذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل، ومن جنسيات مختلفة.
وبصفتي كنائب عن المنطقة من الضروري ان انفتح على الجميع للاطلاع على مشاكلهم واحتياجاتهم  ومطالبهم. وباعتقادي ان ظاهرة النمو والاعمار التي تشهدها باراماتا يجب ان يستفيد منها ايضاً سكان المناطق المجاورة ليس فقط في قطاع البناء والعمل الموسمي بل في وظائف ثابتة تساعد على تحسين مستوى المعيشة لدى سكان المنطقة.
– ما هي برأيك احتياجات المنطقة؟
– نحن في حزب العمال نرى انه من الضروري ان ترافق حركة الانماء سياسة تسعى الى تطوير البنى التحتية لتتلاءم مع النمو السكاني. وهذا يشمل الى جانب تحسين الطرقات التي اصبحت تشهد «عجقة سير» خاصة في بعض الاوقات ( عند الصباح والمساء…). كما يجب تحديث وتطوير المستشفيات في المنطقة وبنوع خاص مستشفى ويستميد التي اصبحت تستقبل مرضى ليس فقط من المنطقة بل من سدني والولاية.
كما يجب توفير وتوسيع مواقف السيارات في المستشفى والمنطقة على حد السواء. اذ انه ليس معقولاً ان يرغم مرضى او زوار على السير مسافات طويلة للوصول الى المستشفى او الى الاماكن التي يقصدونها.
وتشهد منطقتي نسبة عالية من  المصابين بمرض السكري وهو منتشر بشكل لافت في مناطق غرب سدني. فالبدانة ونوع الاطعمة وقلة الحركة والعوامل الوراثية كلها تشكل عوامل سيئة وغير مساعدة على مكافحة هذا الداء، وتفرض بالتالي اتخاذ تدابير وقائية خاصة، اذا ما اجرينا مقارنة مع مناطق اخرى مثل شرق سدني على سبيل المثال.
– على الصعيد العملي ما هي التدابير المطلوبة؟
– يجب اقامة المزيد من المراكز والمنشآت الرياضية وانخراط  في النشاطات لاحداث تبدل في الثقافة السائدة خاصة لدى الشبان. كما يجب مساعدة المراهقين على حسن اختيار قطاعات التخصص لديهم، لأن مصير ونوع حياتهم المستقبلية يتوقفان على حسن الاختيار الآن.
ويجب ايضاً تشجيع المواهب لديهم وتوفير التعليم والتدريب المهني والمهارات الحرفية لديهم.
واكدت جوليا فين ان البطالة الطويلة الأمد وبطالة الشباب ورجال الاختصاص هي متفاقمة في المنطقة وتشكل وضعاً مقلقاً . وفي حال لم يتمكن الطلاب من دخول الجامعات يجب ضمان اماكن لهم في المعاهد المهنية Tafe. وهنا تختلف سياسة حزب العمال الداعمة لهذه المعاهد بعكس سياسة الحكومة الحالية في الولاية.
ويجب ايضاً اعادة تفعيل محطة قطار غرانفيل التي خسرت مئة رحلة في الاسبوع بعد ان قررت الحكومة خفض عدد الرحلات.
– كيف تصفين علاقتك مع الجالية اللبنانية في المنطقة؟
– اعتقد ان علاقتي مع الجميع هي حسنة، خاصة مع الجالية اللبنانية. ولديّ صداقات كثيرة . لقد قمت بزيارة الى لبنان حيث امضيت اسبوعين اتنقل من منطقة الى اخرى واكتشفت الاسباب التي تدفع اللبنانيين الى التعلق العاطفي ببلدهم الأم.
كما زرت مخيمات اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان في اوضاع مأساوية. وباعتقادي ان المجتمع الدولي هو مقصّر تجاه هؤلاء وتجاه لبنان البلد الصغير والذي يعاني من مشاكل عديدة اقتصادية وسياسية وديمغرافية. فوجود حوالي مليوني لاجئ هو عبء كبير على لبنان وعلى الشعب اللبناني الذي يعاني من البطالة والصعوبات الاقتصادية.
اعتقد ان علاقتي مع الجالية اللبنانية اصبحت اكثر عمقاً بعد ان تعرفت على جذورهم وجمال بلدهم المميّز.