اعداد: بيار سمعان
منذ ما قبل استقلال لبنان حتى يومنا هذا شهد البلد خضات امنية ومضايقات وتحديات وطنية واجتماعية ودينية ونزاعات اتخذت أحياناً طابعاً دينياً.
لكن من الموت تولد الحياة ومن البؤس يولد الأمل ومن الضيق يتسع بصيص الامل… وحبة الحنطة التي وقعت في أرض لبنان الطيبة انبتت وسوف تنبت المزيد من القديسين وأعمال المحبة والرحمة.
ضمن أجواء التشاؤم والبطالة والإهمال ولدت «رسالة حياة»، وهي جماعة رهبانية مارونية ذات حق بطريركي، تضم آباء وأخوة وأخوات تركوا كل شيء وكرسوا ذواتهم للمسيح ولخدمة المهمشين والمنسيين والفقراء وكبار السن، عملاً بالمحبة. ،محبة وطاعة الله من خلال محبة القريب.
التقينا الأخ فرنسيس القزي الذي يزور استراليا لأسباب عائلية واستفاد من رحلته لينشر بذوراً صالحة بين مسيحيي لبنان في هذا البلد، لعل هذه البذور تنموا وتعطي ثمرا صالحا من خلال تأسيس لجنة من المتطوعين لدعم مسيرة «رسالة حياة»، وإن أرادت العناية الإلهية تتحول لاحقاً إلى أخوة مكرسين…
وحول انطلاقة هذه الرسالة قال الأخ فرنسيس القزي:
نشأت هذه «الجماعة» سنة 2000 بمبادرة من الأب وسام معلوف وإرشاد المرحوم الأب أميروسيوس الحاج بهدف الشهادة لمحبة المسيح اللامتناهية لكل إنسان.
وثبت قوانينها المطران يوسف بشارة راعي ابرشية انطلياس المارونية بمرسوم صادر عنه في 30 آيار 2006 وفي سنة 2012 أعيدت قراءة روحانية القوانين مع المطران حنا علوان، بمباركة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وأصبحت الجماعة ذات حق بطريركي في 13 نيسان 2013.
– من يحق له الانتساب وما هي الشروط للمشاركة في «رسالة الحياة»؟
– كل من يرغب من الأخوة والأخوات هو مرحب به لكن هناك 3 مراحل للتنشئة.
– الابتداء: وهي لمدة سنتين ينذر من بعدها الراغب نذوره الأولى وينتقل إلى مرحلة التنشئة الخاصة في أدما. وتمتد هذه المرحلة 5 سنوات يضاف إليها دراسة الفلسفة واللاهوت مع إمكانية التخصص في قطاع ما.
– بعد هذه التنشئة يعلن الاخ أو الأخت النذور لمدى الحياة مع متابعة التنشئة بشكل دائم.
– يختار الإخوة أحد أبنائهم ليكون كاهناً يقوم بالخدمة الروحية والكهنوتية والليتورجية.
كم هي المراكز والأديرة الخاصة بكم الآن في لبنان؟
لدينا عدة مراكز وأديرة أولها دير الحياة الجديدة في انطلياس وافتتح سنة 2008. يتواجد فيه الأب العام ومجلس المشورة وبعض من نذروا نذورهم الدائمة.
– البيت الام واستقرت فيه الجماعة في المراحل الأولى بين 1998 و 2001. ويستقبل أفقر الفقراء.
بعد انتقال الأخوة إلى دير الحياة الجديدة، تحول البيت الأم إلي مدرسة الحياة للمتطوعين والتي تهتم برسالة الشوارع والقرى.
ونتيجة لخبرتنا في العمل مع الفقراء تقرر إنشاء أخوة جديدة تهتم بالمرض والفقراء والمصابين بأمراض مزمنة أو من هم في المرحلة الأخيرة من حياتهم. لذا جرى بناء دير للأخوة والأخوات الدارسين لهذه الغاية.
ودعمت السيدة ماجدة الرومي هذا المشروع وجرى تدشينه سنة 2014 برعاية البطريرك الراعي.
وسنطلق حركة اللاعنف بمشاركة السيدة ماجدة الرومي التي انضمت إلينا كعلمانية لنشر ثقافة السلام والمحبة والمسامحة والأخوة الشاملة.
– دير نبع الحياة في بسكنتا، هو دير التنشئة الدائمة والرياضات الروحية. ويجري الآن بناء جناح جديد لاستقبال المتطوعين والعائلات الملتزمة في برامج خاصة.
ما هي بإيجاز رسالة هذه المؤسسة؟
خدمة الافقر بين الفقراء واستقبال الاشخاص المهملين والمتروكين دون تمييز في اللون والجنس والعرق والدين. نستقبل الجميع ونرعاهم وفقاً لحاجاتهم.
– نسعى أيضاً إلى نشر رسالة المحبة مع الشبيبة من خلال التنشئة الدائمة.
نقيم المخيمات الصيفية في المناطق الأكثر حاجة ونعيش اختبارات غنية مع أهالي قرى الأطراف والعائلات. ننظم لقاءات شبيبة وسهرات انجيلية للتعمق في كلمة الله.
– لدينا مستشفى العناية الإلهية في منطقة ادما ويضم أيضاً بيتا للفتيات.
– نستقبل المرضى الفقراء الذين أعلن الطب عدم قدرته على شفائهم.
والمنسيين والمتروكين، خاصة من هم في المرحلة الأخيرة من حياتهم، ونؤمن للمرضى العناية والطبابة والرافقة الروحية لهم.
ولدينا قسم خاصة بالفتيات في انطلياس نقدم لهن التحصيل العلمي والرعاية الاجتماعية والمساعدة في تفعيل الطاقات.
– ما هي ردود الفعل لما يقومون به.
– بنعمة ربنا، انها إيجابية ولدينا العديد من المتطوعين الذين يرغبون بتقديم المساعدة من جميع انحاء لبنان. كما يوجد لدينا متطوعين في فرنسا، وهم يقدمون المساعدة المادية والمعنوية والدعم للأخوة. ونسعى من خلال المتطوعين إلى توسيع نشاطاتنا خارج لبنان.
أولويتنا الان هي الانتشار في جميع المناطق اللبنانية وربما بعض الدول العربية لاحقاً، قبل الانطلاق إلى دول أخرى ومنها استراليا.
واختتم بالقول: أن رسالة حياة تجسيد العمل المؤمن الذي يعكس التزام الكنيسة بخدمة الانسان مهما كان وضعه الاجتماعي والصحي والعقائدي. انها المحبة في خدمة الإنسان.