بقلم هاني الترك

By Hani Elturk OAM

لقد اصبح الاحتفال بعيد الميلاد المجيد مادياً يتهافت الناس على شراء الهدايا مع ان الشخص قد لا يكون في حاجة الى الهدية ..اي انه مجتمع استهلاكي.. يجب ان يكون العيد فرصة لتعزيز الايمان والتعبد والتأمل احتفالاً بميلاد صاحب العيد وهو السيد المسيح..
إنا لا أشتري الهدايا الاستهلاكية لأي شخص.. ولكن اقدم الكتاب كهدية للأصدقاء والزملاء والكتاب هو أثمن هدية اتلقاها في المناسبات مثل عيد الميلاد اذ انه فرصة للراحة والقراءة. وبالنسبة لاحفادي اقدم لهم وقت العيد النقود وكتب الاطفال كهدايا مثل كتاب هاري بوتر.. اي انني لا زلت اجمع بين التقليد العربي بإهداء عيدية لهم وهي النقود حتى يشتروا ما يريدون وما يحبون وبين علامة التقدم في المجتمع المتحضر وهو الكتاب.. يجب ان نعلم اولادنا على هواية القراءة.. في شهر ايلول / سبتمبر جاء الى استراليا اكبر عالم وفيلسوف العلوم في العالم بروفيسور بول ديفز.. ذهب اليه ابني جورج وقابله واتصل بي في مكان اللقاء وسألني اي كتاب ليس عندي لبروفسور ديفيز إذ انني اجمع مؤلفاته فذكرته له وهو كتاب God and New Physics فوقع عليه البروفسور على الكتاب وارسله مع ابني. ان اعظم هدية عندي هي الكتاب.. ولن نتقدم نخن العرب الا اذا اعتبرنا الكتاب كالماء والهواء والدواء.. هذه هي افضل هدية عندي في عيد الميلاد فأنا عاشق الكتب.

 

 

لا إبداع بدون ألم

الطالب المجد إكسفيار إيلز البالغ من العمر 18 عاماً هو كابتن المدرسة.. كان يتألم في صمت لمدة خمس سنوات بسبب معاناتاه من مرض الاكتئاب النفسي.. كان يخفي عذابه عن زملائه وعن عائلته تخوفاً من ان يشعر بالخزي والعار من المرضى النفسي.. فلم يحكي عن عذابه.. وكان يصر على النجاح في دراسته.. حتى بلغت نتيجته في شهادة الثانوية العامة 99،85 في المئة.. وعلى قمة جميع الطلبة في الولاية في مادة اللغة المندارية.. ومنح بعثة للدراسة في الصين لمدة عام على ان يعود لدراسة القانون في جامعة سيدني.
عندما وقف امام مجمع الطلبة انهمرت دموعه وهو يخبرهم كيف صارع المرض النفسي وتألم.. ولكن لا ابداع بدون ألم.. واخذ يعطي نصائحه للمصابين بالامراض النفسية والعقلية بألا يكتمون عذابهم.. ولكن التحدث الى صديق مخلص.. عن بلوى الاصابة بالمرض.. واللجوء الى طبيب امراض نفسية وعقلية للعلاج المهني.. فإن إقناع المريض بالذهاب الى الطبيب صعب ولكنه خطوة هامة جداً  للعلاج.. ومواصلة تناول العقاقير الطبية من اجل إرجاع التوازن الكيميائي في المخ هو اساسي.. اضافة الى ذلك الخلود للنوم بما لا يقل عن 8 ساعات يومياً من اجل الراحة.. هذه كلها نصائح قدمها اكسفيار للعلاج في خطابه وقت التخرج.
ويقول الاطباء النفسانيون ان صراحة الطالب اكسفيار وامانته مع ذاته ومع الآخرين هو حقبة هامة في النقاش حول الصحة النفسية.. فإن لجوءه الى الطبيب النفسي لتلقي المساعدة منحه القوة العظمى لتخطي المرض.. وتفوقه الكبير في الدراسة.. ان الاصابة بالمرض النفسي ليس عيباً ولكن العيب هو عدم تلقي العلاج.