بقلم هاني الترك OAM
اجرت الزميلة من اس بي ايمان ريمان مقابلة مع بروفسور سامر عكاش الذي الف كتاباً عن دمشق العثمانية من القرن الثامن عشر وهو الاستاذ في تاريخ فن العمارة والحائز على شهادة الدكتوراة في فلسفة نظريات التحديث والعمارة من جامعة سيدني وهو المدير المؤسس لمركز عمارة آسيا والشرق الاوسط في جامعة ادلايد وهو باحث متخصص في تاريخ الفكر الاسلامي يشكل عام وتاريخ الحقبة العثمانية في بلاد الشام بشكل خاص.
وقال ان الهدف الاساسي من الكتاب البحث في كيفية التحولات الحداثية في المجتمعات الاسلامية. فإن النظرة التقليدية للموضوع هو ان التحولات في الشرق العربي من القرن الثامن عشر كان مدفوعاً بالتفاعل مع المجتمعات الاوروبية بسبب وجود الاستعمار الاوروبي في البلاد العربية مثلاً حملة نابليون على مصر بسبب انفتاح المجتمع مثل الاختلاط الجنسي – الطبقي بين فئات المجتمع. فقد تغيرت نقطة البداية اذ ان التحولات كانت مدفوعة من الداخل وليس من الخارج وكانت التحولات جاهزة في الداخل للتأثر في الحضارة الاوروبية.
فإن مشاركة الجهود مع ادارة المجتمع وتغير هيكلية المجتمع. وعلى سبيل المثال فإن ظهور المقاهي كمؤسسة اجتمعية نشأت في المدينة وغيرت مسيرة المجتمع ووجه المدينة حيث كان يختلط فيه كل فئات المجتمع ولم يكن قبل ذلك اختلاط هرمي بين طبقات الشعب وبعد ظهور المقاهي. فقد ظهرت القهوة مع بداية القرن الخامس عشر في اليمن وانتشرت الىمكة ثم القاهرة ومن بعد ذلك الى دمشق ومنها الى اسطنبول وبعد ذلك انتشرت في اوروبا.
وكان التأثير متبادل بين العثمانيين الذين كانوا مسيطرين على ادارة المدن. فكان الفكر والعلم تفكيراً مشتركاً وكانت اللغة العربية هي اللغة المتداولة في التعليم مع ان اللغة العثمانية كانت هي لغة الدولة حتى ان العلماء الاتراك كانوا يكتبون بالعربية .
هناك شخصان الاول حلبي والآخر دمشقي ذهبا الى اسطنبول واسسوا اول مقهى هناك وانتشر انتشارآً واسعاً اذ انطلق من تركيا.
وفي الكتاب يوميات لحلاق الذي اسمه احمد بيديري الذي كتب عن تاريخ دمشق الاجتماعي في القرن الثامن عشر بلغة عامية. وهذا حدث مهم بينما اان الكتابة كانت محصورة في طبقة معينة من المتعلمين وكانت تختلف عن المؤرخين الذين يركزون على الامور الكبرى.
وكان الاختلاط الجنسي واضحاً بين المرأة والرجل مما اعطى للمرأة حقوقاً افضل مع انتشار بائعات الهوى في المدينة.
وكذلك يوجد كاهن مسيحي كان يدون اليوميات عن الشام من وجهة نظر مسيحية والطبقات الدنيا. ونظر الحلاق في المرأة المسيحية التي خرجت عن التقاليد العادية وكان لها حضور قوي.
وكان عالم الدين عبد الغني النابلسي احد المدافعين عن الحريات والانفتاح على المجتمعات.