
تعهد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، باتخاذ إجراءات صارمة بعد هجوم يُعتقد أنه حرق متعمد استهدف كنيسًا يهوديًا في مدينة ملبورن.
وأظهرت صور التقطتها الكاميرات رجلاً يسكب سائلاً على باب الكنيس الأمامي قبل أن يشعل فيه النار مساء الجمعة. وكان داخل المبنى نحو 20 شخصاً يتناولون العشاء حين اندلع الحريق، وقد أُجلوا جميعًا دون وقوع إصابات.
وقد تم توجيه اتهامات لرجل يُدعى أنجيلو لوراس (34 عامًا) من ضاحية تونغابي القريبة من سيدني، ومن المقرر مثوله أمام المحكمة. ووجهت إليه تهم بإشعال الحريق وتعريض حياة الآخرين للخطر بسلوك طائش.
تُحقق الشرطة أيضًا في ما إذا كان الهجوم مرتبطًا باعتداء آخر وقع في نفس الليلة واستهدف مطعم “ميزنون” اليهودي وسط المدينة، حيث اقتحم مثيرو الشغب المكان، وألقوا الكراسي وأشياء أخرى وهم يرددون شعارات مناهضة لإسرائيل من بينها “الموت للجيش الإسرائيلي”. وقد أُلقي القبض على بعض المهاجمين في موقع الحادث.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي عقب الهجوم: “لا مكان لمعاداة السامية في أستراليا”، مضيفًا أن “مرتكبي هذه الأفعال المروعة يجب أن يواجهوا العقاب الكامل وفقًا للقانون، وحكومتي ستوفر كل الدعم اللازم لتحقيق ذلك”.
وفي ظل تصاعد الهجمات المعادية للسامية خلال الأشهر الأخيرة، والتي أشعلتها التوترات الناتجة عن الحرب بين إسرائيل وحماس، قامت الحكومة الأسترالية بتعيين مبعوث خاص لمكافحة معاداة السامية، كما صادقت على قوانين أكثر صرامة لمواجهة جرائم الكراهية.
من جهته، وصف أليكس ريفتشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي لليهود الأستراليين، الهجمات الأخيرة بأنها “تصعيد خطير يستهدف مجتمعنا”، مشيرًا إلى تزايد عدد الاعتداءات المعادية للسامية في البلاد.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر: “لقد شهدت أستراليا عددًا كبيرًا من الهجمات المعادية لليهود. ينبغي على الحكومة الأسترالية أن تبذل جهدًا أكبر لمكافحة هذا الداء الخطير”.
وتحول الصراع في الشرق الأوسط إلى قضية سياسية شديدة الحساسية داخل أستراليا، إذ أشعل احتجاجات متقابلة من جانب كل من الجاليتين اليهودية والمسلمة، ورافقه تصاعد ملحوظ في مشاعر الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي أطلق حملة عسكرية على قطاع غزة ردًا على هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين. ومنذ ذلك الحين، أفادت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى تجاوز 57,268 شخصًا.