يوم الثلاثاء، مرّت الساعة الحادية عشرة في برلمان ساحة النجمة في بيروت وهي موعد بدء الجلسة، ولم يكتمل النصاب، لأن النواب السياديين وبعض المستقلين يريدون إدراج بند انتخابات المغتربين في دوائرهم  وليس بإعطائهم ستة نوّاب في دول الإغتراب و”حلّوا عنّا”.

إذن العدد يحتاج الى أربعة نواب ليصبح 65 ويكتمل النصاب؟.

وبدأت ماكينة الممانعة ” الثنائي” و”التيار” تعمل على تأمين الجلسة ومنع المغتربين من المشاركة في الإنتخابات في دوائرهم.

يجب أن يكتمل النصاب ويجب أن تُعقد الجلسة اليوم ما دام بند قانون انتخابات المغتربين غير مدرج؟؟.

إغتاظ الرئيس بري وطلب من نائبه بو صعب تشغيل محركاته، كما طلب من أحد نواب جبهة النضال الاتصال بزميل له، ثم أشار الى نائب العرقوب قاسم هاشم أن يستفسر عن سر غياب فيصل كرامي، فقيل له :” بعدو نايم عريس جديد”. ليجيب بري بغضب “هلّأ مش وقت نوم” ونظر الى النائب علي عمارقائلاً:” حاج علي، ابعت حدا من أصدقاءك في الرملة البيضاء، يدقّوا الباب على فيصل ويجيبوه بسرعة”.

بعد نصف ساعة وصل كرامي ودخل قاعة المجلس وتوجّه الى الرئيس بري الذي جعله يوماً وزيراً من حصة الشيعة وقال” بعد ما تروّقنا دولة الرئيس”؟ ليجيبه رئيس المجلس” طالبين بيتزا قعود” .. وتوجّه كرامي الى مكانه وهو يفرك عينيه.

صارت الساعة الثانية عشرة والربع ولم يكتمل النصاب وقال بعض النواب ” بدنا نروح عالغدا دولة الرئيس” ليسكتهم بري قائلاً “طالبين بيتزا، الغدا جوّا اليوم” وأضاف ” الجلسة بدها تمشي لو بدنا ننام هون”؟!.

احتج بعض النواب الذين لا يأكلون البيتزا، منهم من يريد السوشي ومنهم الشورما.. فصاح الرئيس بري ” كنّا بالنصاب، صرنا بالطبيخ؟!

هنا تدخّل النائب جبران باسيل وتوجّه بصوت عالٍ الى بري قائلاُ:” أنا بحلّها دولة الرئيس، السوشي والشاورما عليّي.

واتصل جبران بمسؤول التموين في التيار وطلب منه تأمين خمسين سندويش، مع حبّة فاكهة الى ساحة النجمة، المهم ان تمشي الجلسة..

الثانية عشرة والنصف والنصاب لم يكتمل، فتقدّم علي حسن خليل واسرّ في أذن بري ليضرب  الأخيربالمطرقة على الطاولة قائلا:” بدأت الجلسة”.

ليقول له أمين سر المجلس:” النصاب لم يكتمل بعد دولة الرئيس”. ليقول بري:” في تنين جايين عالطريق منبدا الجلسة بيكونوا وصلوا”؟!.

كل هذا الإستنفار لإبعاد المغتربين الذين جمعت مصيبتهم بري وباسيل بواسطة السوشي والشاورما؟!.

غادر النواب وسمعوا جبران يقول:” شكراً دولتاه لأنك أبعدت عني كأس مغتربي الكورة والبترون وبشري، في المرّة المقبلة سأقيم مطعماً على باب المجلس كرمى لعيون الجائعين.