بدأت إيران مساء أمس الاثنين بالرد على القصف الأميركي لمنشآتها النووية، بإطلاق عدد من الصواريخ باتجاه قاعدة العديد الأميركية في قطر التي أكدت أن الرد على إيران أمر سيادي.

 

وأفاد مجلس الأمن القومي الإيراني في بيان بشأن الهجوم أنه “ردّا على العدوان والتحرك الأميركي الوقح ضد مواقع ومنشآت إيران النووية قبل عدة ساعات، هاجمت القوات المسلحة الباسلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قاعدة العديد الأميركية في قطر”، مضيفا بأن عدد الصواريخ المستخدمة “يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة منشآت إيران النووية”. وشدد على أن “هذا التحرك لا يشكّل أي تهديد لدولة قطر الشقيقة والصديقة”.

 

ووفق التلفزيون الإيراني، أطلق على عملية الرد اسم (بشائر الفتح).

 

وأكد الحرس الثوري الإيراني أن قاعدة العديد أصيبت بستة صواريخ في الهجوم.

 

من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات الانتقامية الإيرانية “ضعيفة للغاية”، مشيدا بـ”إشعار مبكر” تلقته بلاده من طهران قبل الهجوم.

 

وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال: “جاء الرد الرسمي لإيران على تدميرنا منشآتها النووية ضعيفا للغاية، وهو ما توقعناه، وتصدينا له بفاعلية كبيرة”، في إشارة الى الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد.

 

وتابع: “أود أن أشكر إيران على إعطائنا إشعارا مبكرا، ما جعل من الممكن عدم خسارة أي أرواح، وعدم إصابة أي شخص”.

 

كما أعرب ترامب عن أمله في مضي إيران وإسرائيل نحو “السلام”، مرجحا أن تكتفي طهران بالهجوم الصاروخي الذي نفذته على قاعدة العديد.

وأضاف أن الجمهورية الإسلامية “فرّغت ما في نفسها بالكامل، وآمل في ألا يكون هناك مزيد من الكراهية”، وقال: “ربما الآن يمكن لإيران أن تمضي نحو السلام والوئام في المنطقة، وأنا سأشجع إسرائيل بحماسة على القيام بالمثل”.

 

من جهتها، أكدت قطر احتفاظها بحق الرد المباشر، بما يتوافق مع القانون الدولي، على استهداف إيران قاعدة العديد.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: “نعرب عن إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، ونعتبره انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

 

كما عاد الأنصاري للتصريح مجددا بشأن الهجوم قائلا إن الرد على إيران أمر سيادي وإن “قطر تعتبر الهجوم مفاجئا في ظل حرصها على الوساطة لحل الأزمات”، مؤكدا أن “دور الدوحة في الوساطة لحل النزاعات لا يتأثر بأي حدث وينبع من إيمانها بالسلام”.

 

وأضاف: “يمكن لجميع المواطنين والمقيمين العودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “الهجوم أدى إلى سقوط شظايا بمناطق سكنية تسبب في حرائق بسيطة وتم التعامل معها دون تسجيل إصابات”.

 

وفي وقت لاحق، قالت وزارة الداخلية القطرية إن الأوضاع الأمنية في البلاد مستقرة وإنه لا يوجد ما يدعو للقلق.

وشددت الوزارة في بيانها عبر منصة إكس “على ضرورة عدم الانسياق خلف الشائعات أو تداول معلومات غير دقيقة”.

وأضافت أنها تواصل “بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، استعدادها وجاهزيتها التامة لمتابعة المستجدات واتخاذ ما يلزم لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، واستمرار الحياة العامة بصورة طبيعية”.

 

إثر تلك التطورات، قالت البحرين إنها أغلقت مجالها الجوي موقتا وسط مخاوف من رد إيراني على الهجمات الأميركية، قبل أن تعلن في وقت لاحق عن إعادة فتحه.

 

وتستضيف البحرين مقر الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية الذي يشمل نطاق مسؤوليته الخليج والبحر الأحمر وبحر العرب وأجزاء من المحيط الهندي.

 

وأعلنت الكويت كذلك إغلاق مجالها الجوي موقتا حتى إشعار آخر وسط تصعيد في المنطقة ثم عادت لاحقا للإعلان عن إعادة فتحه، في حين قال المتحدث باسم وزارة النقل العراقية ميثم الصافي إنه “تم إغلاق الأجواء العراقية أمام حركة الطائرات، بما فيها المنطقة الجنوبية”.

إلى ذلك، قال مصدر أمني سوري إن القاعدة الرئيسية المتبقية في شمال شرق سوريا التي تستضيف قوات أميركية في حالة تأهب قصوى لهجمات محتملة من إيران أو جماعات متحالفة معها.

والقاعدة هي إحدى قاعدتين في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا تتمركز فيهما القوات الأميركية.

 

 

 

 

ووفق مسؤول عسكري أميركي، ف إنه “لم يتم رصد أي هجوم إيراني على أي قاعدة عسكرية أميركية باستثناء الموجودة في قطر ولم تتأثر بالهجوم حيث لم يصيبها |أي صاروخ”.

 

وأكد أن “قاعدة العديد الجوية في قطر تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية إيرانية قصيرة ومتوسطة المدى”، مضيفاً في الوقت ذاته: “لا توجد تقارير عن خسائر بشرية في صفوف الأميركيين حتى الآن”.

 

وتضم قاعدة العديد الضخمة التي تؤوي آلاف العناصر الأميركيين مقرا متقدما للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) وقواتها الجوية والعمليات الخاصة.

 

قاعدة عين الأسد في العراق

كما قالت مصادر عسكرية إنه جرى تفعيل منظومة الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد الجوية الأميركية في العراق تحسبا لهجوم محتمل.

 

إلى ذلك، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يراقبان عن كثب التهديدات المحتملة لقاعدة العديد الجوية التي تديرها الولايات المتحدة في قطر.

وأضاف المسؤول: “البيت الأبيض ووزارة الدفاع على علم بالتهديدات المحتملة لقاعدة العديد الجوية في قطر، ويراقبانها عن كثب”.

 

وما تزال الإدانات للهجوم الإيراني على قاعدة العديد في قطر تتوالى وسط دعوات إلى العودة إلى الحلول الديبلوماسية للنزاعات في الإقليم