
أعربت الحكومة الأسترالية عن قلقها العميق من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط واحتمال تحولها إلى صراع إقليمي أوسع، وذلك عقب انضمام الولايات المتحدة إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية وتنفيذها ضربات جوية استهدفت منشآت نووية داخل إيران.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الولايات المتحدة قصفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية يوم الأحد، مؤكداً بذلك تأييده الكامل للحملة التي تشنها إسرائيل.
وسبق الإعلان الأمريكي حالة من القلق داخل الأوساط السياسية الأسترالية بشأن تسارع وتيرة التصعيد في المنطقة. وقال نائب رئيس الوزراء الأسترالي، ريتشارد مارلز، في حديثه لقناة “سكاي نيوز” الأسترالية:
“نشعر بالقلق إزاء احتمال تصاعد الوضع إلى صراع أوسع، ونواصل الدعوة إلى الحوار والدبلوماسية.”
ووفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية، قُتل ما لا يقل عن 430 شخصاً وأُصيب أكثر من 3500 آخرين داخل إيران، في حين أفادت السلطات الإسرائيلية بسقوط 24 قتيلاً مدنياً ونحو 1300 مصاب في إسرائيل.
من جانبه، عبّر المتحدث باسم المعارضة للشؤون الداخلية، أندرو هايستي، عن تشاؤمه بشأن نجاح الحلول الدبلوماسية، وقال قبل إعلان ترامب بلحظات عبر برنامج “Insiders” في هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC):
“أعتقد أن الدبلوماسية ستفشل، ونحن على وشك رؤية ضربة عسكرية.”
وأضاف: “الأيام المقبلة ستكون صعبة على الأبرياء في إسرائيل وإيران الذين وجدوا أنفسهم في قلب الحرب.”
وأوضحت الحكومة الأسترالية مراراً أنها ليست طرفاً مباشراً في هذا النزاع، الذي بدأ منتصف يونيو بعد أن شنت إسرائيل هجمات على منشآت نووية إيرانية، مدعيةً أنها تسعى لإنهاء البرنامج النووي الإيراني.
وفي إطار الاستجابة للوضع المتدهور، نشرت أستراليا بعض مواردها الدفاعية في المنطقة للمساعدة في عمليات الإجلاء، مع تأكيد وزيرة الخارجية بيني وونغ أن هذه القوات ليست هناك للمشاركة في أي أعمال قتالية.
وأكد هايستي، الذي خدم سابقاً في القوات الخاصة الأسترالية خلال الحرب في أفغانستان، على ضرورة إعادة تقييم العلاقة العسكرية مع الولايات المتحدة، قائلاً:
“نحن لسنا دولة تابعة، بل شريك وحليف، ويجب أن نضع حدوداً واضحة لعمليات التحالف العسكرية.”
وبينما أكد مارلز على أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديداً حقيقياً للسلم العالمي، إلا أنه شدد على أهمية احتواء التصعيد.
“نحن نعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكننا قلقون للغاية من المخاطر المتزايدة لتوسع هذا الصراع.”
وحذّر هايستي من تداعيات أكبر قد تشمل انهيار النظام الإيراني وتدفقات هائلة من اللاجئين، خصوصاً إلى أوروبا.
“قد نشهد تغيراً في النظام، وربما موجات نزوح جماعية تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.”
وتعمل وزارة الخارجية الأسترالية حالياً على إجلاء حوالي 2600 مواطن أسترالي من إيران، إلى جانب نحو 1200 آخرين من إسرائيل، مع حث الأستراليين على تجنب السفر إلى أي من البلدين. وتم بالفعل إخلاء السفارة الأسترالية في طهران، ويتم حالياً مساعدة المواطنين في العبور إلى أذربيجان، مع استعداد الحكومة لتقديم دعم جوي بمجرد إعادة فتح المجال الجوي في كلا البلدين.