قدّمت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بالشراكة مع شركة الاستثمار العالمية “كارلايل” عرضاً بقيمة 29 مليار دولار للاستحواذ على شركة الطاقة الأسترالية “سانتوس”، في خطوة يُنظر إليها على أنها فرصة استراتيجية كبيرة لحكومة حزب العمال الفيدرالية لفرض شروط تتعلق بإمدادات الغاز المحلية. ويتضمن العرض مبلغاً نقدياً بالكامل بقيمة 18.7 مليار دولار أمريكي (5.76 دولار أمريكي أو 8.89 دولاراً أسترالياً للسهم الواحد)، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 28% عن سعر إغلاق سهم سانتوس في نهاية الأسبوع الماضي، وقد حصل العرض على دعم مجلس إدارة الشركة.

التحالف المقدم للعرض، والذي يُعرف باسم “XRG Consortium”، يضم أدنوك المملوكة لحكومة دولة الإمارات وكارلايل، لكن لا تزال الصفقة بانتظار موافقات تنظيمية من هيئات داخل أستراليا والولايات المتحدة وبابوا غينيا الجديدة، خاصة من مجلس مراجعة الاستثمارات الأجنبية الأسترالي (FIRB). وستُحال توصية المجلس إلى وزير الخزانة جيم تشالمرز، الذي سيواجه أول اختبار رئيسي له فيما يخص ملكية الأصول الحيوية من قبل كيانات أجنبية.

يعتقد محللو قطاع الطاقة أن الصفقة تمثل فرصة نادرة للحكومة الأسترالية لفرض شروط تتعلق بتأمين إمدادات الغاز للسوق المحلي، لا سيما في ظل مراجعة حالية لسوق الغاز في الساحل الشرقي. كما يُحتمل أن ينظر المشترون في فصل أصول الغاز المحلي عن بقية الأصول، رغم ما تحمله من التزامات مالية متعلقة بإزالة البنى التحتية في نهاية عمرها التشغيلي.

تتزامن الصفقة مع تصاعد الجدل حول صادرات الغاز الأسترالي، حيث حذرت وزيرة الموارد مادلين كينغ من ضرورة تعزيز المعروض المحلي. وتواجه ولاية فيكتوريا على وجه الخصوص نقصاً متوقعاً في الغاز بحلول نهاية العقد، نتيجة حظر سابق على التنقيب البترولي. ومن جهته، دعا القائم بأعمال وزير الخزانة في المعارضة جيمس باترسون إلى تقييم الصفقة وفقاً لمعيار المصلحة الوطنية، مطالباً بمراجعة جادة لتأثيراتها على أمن الطاقة، والوظائف، والسيطرة الوطنية على الأصول الاقتصادية.

شهدت أسهم سانتوس ارتفاعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة وسط توقعات باستحواذ محتمل من شركات طاقة من الشرق الأوسط، وقد قفز السهم بنسبة 12.5% بعد الإعلان عن العرض الجديد ليصل إلى 7.83 دولاراً. وتُعد هذه الصفقة تتويجاً لفترة طويلة من الترقب، حيث سبق أن رفضت سانتوس عروض استحواذ من شركة “هاربر إنرجي” الأمريكية في عام 2018، وتعثرت مفاوضاتها مع “وودسايد إنرجي” العام الماضي.

وتملك سانتوس أصولاً كبيرة في مشاريع الغاز المسال مثل محطة Darwin LNG ومشروع Gladstone LNG في كوينزلاند، إضافة إلى تطوير مشروع بحري ضخم يُعرف باسم “باروسا” في بحر تيمور. وتشير التقارير إلى أن العرض الحالي جاء بعد محاولتين سابقتين غير ملزمتين من أدنوك وكارلايل في مارس الماضي، وقد حظي بدعم مجلس إدارة سانتوس لغياب عروض منافسة. واعتبر محللون أن التوقيت مناسب للاستحواذ نظراً لتزايد المخاطر على أسعار الطاقة، واقتراب سانتوس من تحقيق تدفقات نقدية قوية مع اكتمال مشاريعها التوسعية.

تتولى شركة غولدمان ساكس وJB North & Co دور المستشار المالي لسانتوس، بينما يقدم بنك روتشيلد وشركاه المشورة المستقلة لمجلس الإدارة، وتتولى شركة Herbert Smith Freehills Kramer الشؤون القانونية.