سعى وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلس إلى تهدئة المخاوف بعد إعلان الولايات المتحدة عن نيتها مراجعة اتفاقية الأمن الثلاثي “أوكوس”، مؤكدًا أن المراجعة تُعد خطوة “طبيعية” ضمن تغيير الإدارات، ولن تُهدد خطة أستراليا لاقتناء غواصات تعمل بالطاقة النووية.

المراجعة، التي سيقودها مسؤول البنتاغون إلبرج كولبي المعروف بتشكيكه في الاتفاقية، تهدف إلى تقييم مدى توافق أوكوس مع سياسة “أمريكا أولًا” التي يتبناها دونالد ترامب. وقد جاءت في أعقاب دعوة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث لأستراليا لزيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، وهو ما رفضه رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي.

أكد مارلس أن أستراليا أُبلغت مسبقًا بالمراجعة، وشبّهها بالمراجعات الدفاعية الاستراتيجية التي أجرتها أستراليا والمملكة المتحدة سابقًا، مجددًا التزام الحكومة باتفاق أوكوس الذي وصفه بأنه اتفاق على مستوى معاهدة بين الدول الثلاث.

ورغم التطمينات الرسمية، أعادت المراجعة إشعال الجدل حول الاتفاق. رئيس الوزراء الأسبق مالكولم تيرنبول والسيناتور عن حزب الخضر ديفيد شويريدج جددا دعوتهما لإعادة النظر في أوكوس، معتبرين أن الأحزاب الكبرى تتجاهل واقع التحديات المحيطة بصفقة الغواصات.

في المقابل، أعرب مؤيدو الاتفاق عن ثقتهم في أنه سيصمد. وزير البحرية الأمريكي السابق ريتشارد سبنسر والسفير الأسترالي الأسبق في واشنطن جو هوكي رحبا بالمراجعة، واعتبرا أنها ستُعزز بنود الاتفاق لا تضعفه.

كما قال رئيس الوزراء الأسبق سكوت موريسون إن المراجعة لا يجب أن تُفسر بشكل سلبي، فهي تركز على معدلات إنتاج الغواصات الأمريكية، وليس على الاتفاق نفسه. أما المتحدث باسم الدفاع في الائتلاف، أنغوس تايلور، فقد اعتبر أن المراجعة تُظهر تصاعد التوترات في العلاقات الأسترالية-الأمريكية.

ومن المتوقع أن يلتقي ألبانيزي بدونالد ترامب على هامش قمة مجموعة السبع الأسبوع المقبل، حيث سيكون مستقبل اتفاقية أوكوس أحد أبرز المواضيع المطروحة للنقاش.