
أعانك الله يا فخامة العماد، فبدل أن تكون اليوم قطعتَ أشواطاً في تطبيق خطاب القسَم، نراك تعمل على تدوير الزوايا بواسطة الرئيس بري وتراهن على الوقت الذي لا يرحم مع الحزب، واعتمادك على النبل والشهامة لا يفيد لأن لا مصارف في لبنان تعترف بهذه العملة.
فخامة العماد، واضح أنك تمدّ اليد، وهذا أمر عظيم يُكبره فيك اللبنانيون، ولكن من تمدّ له يدك بإمكانه أن يستنزف السنوات الست من عهدك دون أن يرفّ له جفن وأنت مكانك راوح.
هذه ليست بداية عهد واعد عالق بين تسخين وتبريد الرئيسين بري وسلام، وبين الودّ وما تبقّى منه بين نواف سلام ومحمد رعد؟.
و ليست باكورة مشجّعة عندما يلاقي الجمهور رئيس حكومتك وهو يدشّن تجديد المدينة الرياضية بهتاف “صهيوني صهيوني ” لأنه أراد تطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري؟!.
لن يتركوك تنصرف الى مواجهة اسرائيل التي بإمكانها أن تزعم كل يوم بوجود سلاح وفي أي مكان ولا أحد بإمكانه أن يدحض مزاعم الدولة العبرية التي لا تقيم وزناً لبيانات الجيش اللبناني؟!.
فخامة العماد، للأسف انصرف السوريون الى ترتيب بيتهم الداخلي ونسوا أن لهم أكثر من مليوني مواطن في لبنان..وعندما ذهب رئيس حكومتنا ليسألهم عن إعادتهم وعن المفقودين اللبنانيين في سوريا ، فاجأوه بطلب تحسين أوضاع المحكومين الإسلاميين في سجن رومية!؟.
واضح أن الرئيس الشرع اختار السكّة الأميركية..
والأميركيون في آخر تصريحاتهم متضايقون من تلكؤ لبنان في جمع سلاح حزب الله وهم نسّقوا مع اسرائيل في القصف الأخير على الضاحية.
فخامة العماد، ليس أقوى وأسوأ من الوقت، هذا الوقت يسيرضدك اليوم، وبسرعة كبيرة، فلا تجعله يغدر بك وباللبنانيين.
فخامة الرئيس، يحق للبنانيين أن يطلعوا على بنود اتفاق وقف اطلاق النار كي يوقفوا السجالات والمزاعم ويحسموا رأيهم.
في الماضي بقيت بنود اتفاق الطائف في درج الرئيس المرحوم حسين الحسيني وماتت معه. ولذلك ما زال الطائف يسير أعرجاً وبقيت بنوده من الأسرار.
واليوم لا يفهم اللبنانيون ما يحصل بين جنوب الليطاني وشماله، فصارحوهم لأن السرّ في لبنان هو مشروع مشكل او فشل.
كان السلاح الفلسطيني يا فخامة الرئيس رصاصة في قلب السيادة، وراحت رقعة الرصاصة تتوسع بعد اتفاق القاهرة ، كذلك محمية فتح لاند التي كان من مفاعيلها حروب فلسطينية كثيرة على أرض لبنان تتوّجت بجمهورية الفاكهاني.
زارك الرئيس الفلسطيني ليمحو بسلطته كل المعاصي الفلسطينية على أرضنا ليتبيّن أن سلطته تتوقّف عند حدود رام الله، وأن “حماس” وحلفاءها ينتظروننا على المفرق اللبناني.
وجاء وزير خارجية إيران عباس عراقجي وقال أنه أتٍ هذه المرّة من باب علاقة الند للند انطلاقاٌ من احترام السيادة اللبنانية وسلطة الدولة، وما كاد تصريحه يخرج على الأثير حتى جاء صوت الشيح نعيم قاسم في ذات اليوم ومن طهران تحديداً وهو يقول:” قصّة نزع السلاح شيلوها من قاموسكم”؟!.
إن لم تحسم يا فخامة الرئيس سيبقى عهدك عالقاً بين سندانَي عراقجي ومحمود عباس ومطرقتَي نعيم قاسم و”حماس” على وقع النيران الإسرائيلية..
احسم قبل أن ينقضي الدعم الأميركي والأوروبي والخليجي والأممي والشعبي اللبناني الذي تتمتع به.
فخامة الرئيس انتبه، فإثارة تعدّيك على صلاحيات الرئاسة الثانية في هذا الوقت لا تشي بالخير، وزَرع هذا اللغم اليوم غير بريء!!.
فخامة الرئيس، أنا خائف عليك لأنك من طينة لا تستحقّ الفشل؟!.