حذّر قائد قوات الدفاع الأسترالية، الأدميرال ديفيد جونستون، من ضرورة استعداد البلاد لإمكانية إطلاق عمليات قتالية من داخل أراضيها، وهو تحول كبير في التفكير العسكري لم تشهده أستراليا منذ الحرب العالمية الثانية.

وخلال كلمته في مؤتمر معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي في كانبيرا يوم الأربعاء، شدد الأدميرال جونستون على أهمية إعادة التفكير في كيفية تصور الحرب، والقدرة على الصمود، والاستعداد الوطني. وقال: “ربما علينا أخيرًا أن نعيد النظر في أستراليا كأرض انطلاق لعمليات قتالية”، مشيرًا إلى أن هذا يمثل تحولًا كبيرًا في طريقة التفكير التي سادت منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف أن أستراليا قد تضطر إلى تنفيذ عمليات من أراضيها، بما في ذلك استخدام البنى التحتية في الشمال وسلاسل الإمداد داخل البلاد. كما أشار إلى التحول السريع في طبيعة الحروب الحديثة، لافتًا إلى أن التكنولوجيا العسكرية قد تصبح عديمة الفائدة خلال 12 أسبوعًا فقط، كما أظهرت الحرب في أوكرانيا. وقال: “دورة التكنولوجيا حاليًا لا تتجاوز 12 أسبوعًا قبل أن تُصبح الاستثمارات التقنية غير فعّالة بسبب ظهور استراتيجيات مضادة”.

وجاءت تصريحاته في ظل ضغوط دولية متزايدة على الحلفاء لزيادة ميزانياتهم الدفاعية، حيث دعا وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أستراليا مؤخرًا إلى رفع إنفاقها الدفاعي ليصل إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

وعند سؤاله عن هذا الموضوع، ضحك الأدميرال جونستون، لكنه أقر بالضغوط المفروضة على الموارد، ودافع عن السياسة الحالية التي تم تحديدها من خلال مراجعة استراتيجية الدفاع الأخيرة التي أجرتها حكومة حزب العمال. وأوضح: “المجتمع الأسترالي يريد نظام تعليم جيد ونظام صحي يهتم بكبار السن، لذا علينا أن نعرض قضايا الأمن القومي بشكل واضح ومن دون تجاهل المخاطر الحقيقية”.

وأكد على أهمية تقديم النصائح الصريحة للحكومة، مع فهم أن الأمن القومي ليس القضية الوحيدة التي تتعامل معها الدولة، مشيرًا إلى ضرورة التعاون مع الشركاء الدوليين لتحقيق نتائج تخدم مصالح متعددة.

ورغم الضغوط من الولايات المتحدة والمعارضة السياسية بشأن زيادة الإنفاق، أشار الأدميرال إلى أن وزارة الدفاع تستخدم ميزانيتها بالكامل حاليًا، وأن ذلك يعكس تطورًا إيجابيًا في عمليات التوريد وتعزيز القوى العاملة، لكنه أقر أن ذلك يفرض تحديات على الميزانية تستدعي اتخاذ قرارات دقيقة.