حيّرنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو الذي دخل لبنان مكرّماً الأسبوع الماضي ليقول: لا دور للسلاح الفلسطيني في لبنان بعد اليوم، وهو يدرك أنه لا يمون على أكثر من فصيل “فتح” ، فحماس هبّت معترضة على اتفاقه مع الرئيس جوزيف عون، كما أعلنت فصائل فلسطينية أخرى أنها غير معنية بما تقرره سلطة رام الله. واقتصرت زيارة أبو مازن الى بيروت على جولة سياحية بين قصر بعبدا والسراي الحكومي وعين التينة ليعود من حيث أتى بخُفّي حنين!.
حيّرونا جماعة الأمم المتحدة وخاصة “فصيل الأونروا” وكالة غوث اللاجئين لأنهم يريدون الشيء وضده؟ّ.
فالأمم المتحدة التي رصدت معاشاً شهرياً لكل لاجئ سوري في لبنان، نراها اليوم تعلن عن وقف دعم الطبابة والإستشفاء لهؤلاء.
الأونروا ترفع يدها عن صحّة اللاجئين في وقت تصرّ على بقائهم في لبنان وهي تدرك أن الماكينة الصحية اللبنانية تسير على دولاب واحد في ظلّ نقص في الجهاز الطبي والأدوية والمعدات تزامناً مع إقفال عدد من المستشفيات.
حيّرونا جماعة الأمم المتحدة، فهم “يتمرجلون” في لبنان ، ولم “يتمرجلوا” يوم أوقفت اسرائيل امينهم العام أنطونيو غوتيريش عند بوابة رفح ومنعته من الدخول الى قطاع غزة ( الصورة).
حيّرنا إيلون ماسك الذي “شبط ولبط” بعدما عيّنه الرئيس ترامب قيّماً على إصلاح “بيت المال” الأميركي، لنراه اليوم يحزم أمتعته مغادراً البيت الأبيض وكان أشار قد أشار منذ أسابيع عدة إلى أنه يخطط لإنهاء عمله الحكومي وإعادة التركيز على أعماله، بعد الانتكاسات المالية والإخفاقات التي تعرّضت لها شركتا «تسلا» و”سبيس إكس”.
وواجهت شركة «تسلا» انخفاضاً في الأرباح بنسبة 71 في المائة، وتراجعاً كبيراً في مبيعاتها خلال الربع الأول من العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
حيّرنا رجب طيّب أردوغان، فهو لا يوفّر فرصة إلا ويندّد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، في حين كشفت البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية في أوج الهجوم الإسرائيلي على غزة عن استمرار الصادرات إلى إسرائيل .
ووفقا للبيانات الرسمية التي نشرتها الهيئة ، فإنه خلال شهرين ( بعد بداية الهجوم على غزة بأربعة أشهر) صدّرت تركيا إلى إسرائيل ذخائر وأسلحة بقيمة مليونين و919 ألفا و58 ليرة تركية (90 ألف دولار)، كما بلغت قيمة صادرات البارود والمواد المتفجرة مليونا و940 ألفا و36 ليرة تركية (60 ألف دولار)، في حين سجلت الصادرات الكيميائية -التي تضمنت الديزل الحيوي ومواد إطفاء الحريق والمطهرات ومبيدات الحشرات- قيمة بلغت 33 مليونا و75 ألفا و119 ليرة تركية (مليون و300 ألف دولار).
هذا غيض من فيض ما يحيّرنا في هذا العالم؟!.