
أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز عن تعديل كبير في ضوابط التخطيط العمراني لموقع سوق السمك القديم في “بلاكووتل باي”، ما يمهد الطريق لبناء أكثر من 1500 وحدة سكنية، في خطوة تهدف إلى التخفيف من أزمة الإسكان المتفاقمة في سيدني.
كانت الخطة الأصلية تشمل بناء 1200 شقة في إطار مشروع متعدد الاستخدامات، لكن بعد إعادة تصنيف الأرض، سيتاح المجال لبناء المزيد من الوحدات السكنية على حساب المساحات المكتبية. وزير التخطيط بول سكالي أكد أن الوظائف ستظل جزءًا من المشروع، لكنه أشار إلى أن الأولوية الآن ستكون لتوفير مساكن إضافية.
وقال سكالي: “ما زلنا نخلق وظائف ضمن المشروع، لكن سيكون هناك تركيز أكبر على توفير وحدات سكنية”.
يأتي هذا الإعلان بعد فشل خطة حكومية أخرى لتحويل مضمار سباق “روزهيل” قرب باراماتا إلى حي سكني يضم 25,000 وحدة. حيث صوّت أعضاء نادي الفروسية ضد بيع الأرض، مما وجه ضربة قوية لجهود حكومة مينز لمواجهة النقص في المساكن.
وأكد الوزير سكالي أن الحكومة تعمل على “خيارات بديلة” لتعويض فشل خطة روزهيل.
من المقرر تخصيص 7.5% من الوحدات السكنية في “بلاكووتل باي” للإسكان الميسر بشكل دائم، لكن بسبب الموقع المميز على الواجهة البحرية، من المتوقع أن تكون الأسعار مرتفعة لباقي الشقق، وهو ما قد يجعلها بعيدة عن متناول ذوي الدخل المتوسط.
قال سكالي: “بما أنه موقع ساحلي، فنتوقع أن تكون هناك شقق مميزة بأسعار مرتفعة”.
أوضح الوزير أن التعديلات لم تمس بحدود ارتفاع المباني، التي ستتراوح بين 6 إلى 36 طابقًا. كما شدد على عدم وجود أي خسارة في المساحات العامة، إذ يتضمن المشروع حديقة بمساحة هكتار واحد عند قاعدة جسر أنزاك الجنوبية، بالإضافة إلى ممشى بعرض 30 مترًا على طول الخليج يربط بين جسر جزيرة غليب وسوق السمك الجديد.
تم ترشيح ثلاث شركات تطوير كبرى — Lendlease، Mirvac، وStockland — لتنفيذ المشروع، وهي بصدد تقديم مقترحاتها بحلول يوليو المقبل. ويتوقع بناء أول الوحدات السكنية بحلول عام 2028.
رغم أن المشروع يقع على بُعد مسافة قصيرة من محطة المترو المخطط إنشاؤها في “بيرمونت”، إلا أن خط “مترو ويست” الممتد إلى باراماتا لن يُفتتح قبل عام 2032، ما يعني أن السكان الأوائل سيضطرون للانتظار عدة سنوات للاستفادة من شبكة المترو.
واختتم الوزير سكالي تصريحه بالتأكيد على أن المشروع يقع في منطقة استراتيجية بقلب سيدني، قائلًا: “المساكن ستُبنى قبل وصول المترو، لكنها ستكون قريبة من وسائل النقل العام، وفرص العمل، مما يعزز جاذبيتها”.