كنت أقرأ على الصفحة الأولى عن تسابق العرب في رش التريليونات أمام ترامب في دول الخليج التي زارها، وعلى الصفحة الثانية كنت أقرأ عن تحذير الأمم المتحدة ان الجوع في غزة تجاوز كل الخطوط الحمر!! .

كنت أقرأ على الصفحة الثالثة انتقادات عنيفة من مؤسسات ومنظمات اسلامية للحكومة الاسترالية تتهمها بالتلكؤ في اللحاق بدول الغرب في ادانة إسرائيل، وقرأت على الصفحة الرابعة أن استراليا انضمت فعلاً إلى 22 دولة أخرى في اتهام إسرائيل بتسييس المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، داعيةً إلى استئناف إمداد القطاع المنكوب بالموارد الأساسية بشكل كامل

وأصدرت وزيرة الخارجية بيني وونغ بيانًا مشتركًا مع نظرائها في بلجيكا، وكندا، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وأيسلندا، وأيرلندا، وإيطاليا، واليابان، ولاتفيا، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، وهولندا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد، والمملكة المتحدة

 

في المقطع الأول، قرأت أن الإمارات اكتفت بشجب القصف الإسرائيلي على مستشفى حمد في غزة

وفي المقطع الثاني قرأت أن بريطانيا وفرنسا وكندا تهدد بخطوات إجرائية ضد إسرائيل إذا استمر الهجوم على غزة

 

يا جماعة ، نحن في كل بلاد العرب مصابون بانفصام كامل، دول تمدّ اليد لإسرائيل وهي الأكثرية ودول تعلن العداء لها وهي تضمحلّ.

دول انقلبت على مواقفها بالكامل مثل سوريا التي يبدو أنها لا تمانع في السير في ركب التطبيع مقابل رفع العقوبات عن سوريا وثمناً للقاء ترامب بالشرع.

وما معنى أن تعود اليوم متعلقات الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين (الصورة)  الى بلاده بموافقة القيادة السورية. إذ قال بيان سوري: أن “الأرشيف السوري الرسمي” لكوهين، كان محفوظاً لدى أجهزة الأمن السورية منذ إعدامه في العام 1965، وأن استعادته جرت بـ”عملية سرية مع جهاز استخبارات يعد شريكاً إستراتيجياً”، وذلك عشية الذكرى السنوية الستين لإعدامه.

وما معنى ان يكشف السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد عن أن جهّات دولية اختارت “هيئة تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع المعروف سابقاً بـ”الجولاني” كبديل سياسي في سوريا، بعد فشل المفاوضات مع نظام بشار الأسد. وأن “الهيئة خضعت لتدريبات مكثّفة على يد خبراء وسفراء وضباط استخبارات بريطانيين وأميركيين”.

وذكر أنّه التقى الشرع مرتين لتدريبه على هذه المهمة في عامي 2023 و2024 (قبل أشهر من دخوله دمشق).

أضف الى ذلك انفصام فلسطيني في تشخيص العلاقة مع إسرائيل: تقول تل ابيب أنها لا تريد حكم  “حماس” في غزة بعد اليوم، في وقت بدأ فيه محمود عباس يمني النفس بفرض سلطة رام الله على القطاع.. والسؤال المربك:”هل معاملة إسرائيل لمنظمة التحرير هي أفضل من معاملتها ل”حماس”، وما معنى أن يهدّد نتنياهو كل يوم باجتياح الضفة ويسمح ببناء المزيد من المستوطنات حول القدس ويطلق جرافات جيشه لهدم ما تبقّى من مدينة جنين؟!.

ولا ننسى الإنفضام الذي ظهر هذا الأسبوع بين “السلطة” و”حماس” حول وظيفة السلاح الفلسطيني في لبنان..

الإنفصام العروبي سائر على خطّين وبأقصى سرعة؟!.