تشهد مدينة جزين في جنوب لبنان واحدة من أكثر المعارك البلدية سخونة في الانتخابات الجارية، مع احتدام المواجهة بين لائحتين أساسيتين تمثلان الخصمين التقليديين على الساحة المسيحية: “التيار الوطني الحر” من جهة، و”القوات اللبنانية” مدعومة من “الكتائب اللبنانية” وعدد من العائلات الجزينية من جهة أخرى.

وتخوض لائحة “سوا لجزين” المعركة بدعم مباشر من “التيار الوطني الحر” والنائب السابق إبراهيم عازار، وتضم 18 مرشحاً للمجلس البلدي و6 مخاتير. في المقابل، تواجهها لائحة “بلديتكن مستقبلكن” المؤلفة من مرشحين مدعومين من “القوات” و”الكتائب”، وتضم 18 مرشحاً و7 مخاتير.

وتكمن أهمية هذه المعركة في رمزية جزين السياسية، إذ يسعى “التيار الوطني الحر” لاستعادة موقعه البلدي بعد خسارته الانتخابات النيابية في 2022، بينما تحاول “القوات اللبنانية” تكريس تقدمها في الشارع المسيحي.

وبحسب مصادر محلية، فإن محاولات التوافق بين الطرفين على لائحة موحدة باءت بالفشل، ما زاد من حدة التوتر السياسي ورفع منسوب التعبئة في الأيام الأخيرة قبل الاقتراع.

وفيما تسجل تسع بلدات في قضاء جزين فوزًا بالتزكية، تُعد جزين المدينة الساحة المركزية للاشتباك الانتخابي، مع توقعات بنسبة اقتراع مرتفعة قد تعكس حجم الرهانات السياسية على نتائج المعركة.

وتترقب القوى السياسية نتائج هذه الانتخابات لتحديد التوازنات المستقبلية في القضاء الذي لطالما شكّل بوصلة للنفوذ المسيحي في الجنوب