
من الأوبرا العالمية إلى الطرب العربي الأصيل، مروراً بعزف العود والمسرح الغنائي، تعود “مهرجانات بيت الدين الدولية” هذا الصيف، بمشاركة مجموعة من الأسماء البارزة في عالم الفن والموسيقى، بعد انقطاعٍ فرضته الظروف العام الماضي.
يُفتتح البرنامج في 3 تموز المقبل مع أمسية أوبرالية ساحرة تحييها الميزو سوبرانو الأميركية الشهيرة “دجي ناي بريدجيز
– J’NAI BRIDGES”
، الحائزة جائزتَي “غرامي”، يرافقها على البيانو العازف جوناثان واير، في عرض يأسر القلوب.
وفي 10 تموز، يُقام العرض العالمي الأوّل لـ “أصداء العصر الذهبي” بأصوات من ألمع نجمات الغناء في العالم العربي هنّ: جاهدة وهبه، ريهام عبد الحكيم، ولبانة القنطار، بمرافقة “الأوركسترا الشرقية” بقيادة المايسترو أحمد طه، وبمشاركة من الموسيقيين نزار عمران، أسامة عبد الرسول وعلي مذبوح. العرض من إعداد وتصوّر الفنانة وهبه، كما صُمّم خصيصاً لـ “مهرجانات بيت الدين”، احتفاءً بروائع الطرب العربي الأصيل.
ويطلّ، في 18 تموز، عازف العود العراقي وسفير “اليونسكو”، نصير شمّة، في سهرة بعنوان “مدن النرجس”، ترافقه مجموعة من كبار الموسيقيين العالميين، في عرض يحمل رسالة سلام موسيقية عابرة للحدود، من خلال أنماط موسيقية متنوّعة تعكس غنى الحضارات العالمية.
أما المسرح الغنائي فموعده في 23 و 24 تموز 2025 مع النجمة كارول سماحة، التي تُقدّم عرضاً بعنوان “كلّو مسموح”، من إخراج روي خوري، والمستوحى من مسرحية
“Anything Goes”
العالمية، للكاتب والملحّن العالمي كول بورتر. وهي المسرحيّة التي تقدَّم حالياً على مسرح “كازينو لبنان”.
ويُختتم المهرجان في 27 تموز مع عرض موسيقي راقص بعنوان “رقصات من حول العالم”، تقدّمه فرقة “لو بام
– LeBam”
المؤلفة من 37 موسيقياً وموسيقيّة من الشباب اللبناني، بمشاركة مصمّمي الرقص مازن كيوان وسحر أبو خليل، في برنامج مليء بالفرح والحيوية، يقدّم مقطوعات راقصة من مختلف أنحاء العالم وصولاً إلى لبنان.
برنامج المهرجان أُعلن عنه في مؤتمر صحافي عُقد الأربعاء في وزارة السياحة برعاية وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، وفي حضور وزيرَي الثقافة غسان سلامة والإعلام بول مرقص، رئيسة اللجنة نورا جنبلاط، الفنانة جاهدة وهبي، المخرج روي الخوري، وعدد من أهل الفن والثقافة والسياحة.
بعد النشيد الوطني، تحدثت الوزيرة لحود، فقالت: “نلتقي لإطلاق مهرجانات، هي من الأعرق، برمزيتها وجمالها، مهرجانات بيت الدين الدولية. في بيت الدين، لا يقام المهرجان فقط. في بيت الدين، تستعاد الذاكرة. تستعاد الأصوات، والليالي، ودفء تصفيق طويل لنجوم مسرح ونجوم سماء، أضاءت معاً سهراتنا”. أضافت: “أعرف تماماً، أنّ لجنة مهرجانات بيت الدين لا تنتظر التكريم، فهي معتادة على التألّق. لكن من واجبنا أن نقول شكراً لنورا جنبلاط، على هذا الإيمان المستمرّ، وعلى هذا التصميم على أن يبقى لبنان مساحة للإبداع”.
وتحدث الوزير سلامة فقال: “جاء مهرجان بيت الدين ليقول إنّ الثقافة لا تجري راكضة وراء السياسة، بل هي تسير بموازاتها مستقلةً عنها، مؤكدة مسافة محترمة بين السياسي والثقافي. لأنّ رؤية السياسة شيء، ورؤية الثقافة شيء آخر”. تابع سلامة: “إنّ مهرجانات بيت الدين، التي بدأت بإنشاء الوفاق الوطني، قبل أن نقوم بالتوافق عليه بعد ذلك بسنوات، أعطت نموذجاً عن تلك المسافة الضرورية بين السياسة والثقافة”.
بدوره، تحدث الوزير مرقص فقال: “لبنان كلّه يبدو في مهرجانات متواصلة، منذ انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إلى تأليف الحكومة برئاسة الدكتور نواف سلام، وانطلاق عجلة العمل في كل المجالات. هذا هو لبنان الذي نرنو إليه، متجدّداً، نابضاً، ثقافياً وحضارياً وفنّياً. واعتبر مرقص “أنّ “مهرجانات بيت الدين الدولية” ليست مجرّد حدث فني أو سياحي عابر، إنها جزء من هوية لبنان الثقافية ومن مسيرته التي تحدّت الصعاب وعادت لتزهر من جديد في بداية عهد جديد”.
من جهتها، قالت جنبلاط: “نقدّم برنامجاً غنيّاً ومتنوّعاً يجمع بين الفنانين اللبنانيين الكبار والفنانين العالميين، وبأعمال أُعدّت خصيصاً لـ “مهرجانات بيت الدين”. وتابعت: “إنّ “مهرجانات بيت الدين”، نجحت على مرّ السنين بجذب مئات الآلاف من الزوّار، ما ساهم في الحفاظ على الإرث الثقافي وهوية لبنان المنفتح الحضاري، وتعزيز الاقتصاد والتنمية”.
وتطرّقت جنبلاط إلى حال القصر التاريخي، متوجهةً بالشكر إلى وزير الثقافة على “بشارته الجميلة حول إعادة ترميمه”، مشيرةً إلى أنّ “اللجنة تولّت خلال سنوات عديدة، وحيدة، مسؤولية الاهتمام بقصر بيت الدين وترميم بعض أجزائه وإنارته وإضاءة أقسامه وساحاته المختلفة خلال فترة المهرجانات”.
كما تحدّثت الفنانة جاهدة وهبه عن أمسيتها قائلةً: “ثلاثيّة الأنغام هذه، رؤية فنّية صغتها بعناية فائقة وخاصة لـ “مهرجانات بيت الدين”، تابعت: “في حضن بيت الدين، هذا الصرح التاريخي الذي شهد أعراس الفن والذاكرة، سأدعو الصوتين الكبيرين ريهام عبد الحكيم ولبانة القنطار، لنلتقي في مجلس فني لن يشبه إلا نفسه”.
كما كانت كلمة لمخرج العرض المسرحي “كلّو مسموح” روي الخوري وصف العرض بأنه يهدف إلى خلق طاقة إيجابية وبعث الفرح والحب وسط الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون.