وداد فرحان- سيدني

في تجربة مثالية أضاءت الأنوار وابتهج للعيد الحاضرون في أولى نشاطات لجنة المرأة في جمعية ربنا هرمز الكلدانية. وهل أجمل من عيد المرأة أن نحتفل بقدسية الأم وعظمتها على مر الأزمان والعصور، نحتفل بمعنى العطاء والتضحية في مهرجان أبرق فيه قوس قزح بتعدد ألوانه وتنوع جمع الأمهات من كل حدب وصوب في مدينة سيدني وضواحيها. لقد برهن الحفل من خلال أنغام الموسيقى والدبكات وألوان الأزياء والالفة أن المرأة هي الأكثر عطاء ومهما قدم لها فإنه لا يجاري تضحياتها وخدماتها في الحياة والمجتمع.
ومن الجدير الإشارة إليه أن الجمعية قد تأسست في شهر آذار من عام 2025 وضمت تحت جناحها لجنة المرأة التي اشتركت فيها المرأة والطفل في لجان اجتماعية تعليمية وتوظيفية وترفيهية. وقد جاءت مناسبة عيد الام لإطلاق اول نشاطاتها. تكون أعضاء اللجنة كل من:
– السيدة مسار جلو
– السيدة كارول ابونا
– السيدة ليندا قلو
– السيدة رواء جلو
– الانسة سهير العوصجي
– السيدة عبير بشي
– السيدة ستيفاني ابونا
– السيدة دل فيين كجوجا
– السيدة نور ا ستيفان..

ويذكر ان رئيسة اللجنة السيدة مسار جلو هي واحدة من وجوه الجالية التي تعمل بصمت مطبق ومن خلف الكواليس لإنها تؤمن ان العمل مع المجتمع يحتاج إلى المعايشة الحقيقية دون الإثارة والجدل..

وعلى هامش المهرجان التقيتها فكانت بحق ملفتة، مبهرة تحوم كفراشة تبحث عن النور بين ثنايا الضيوف، تقدم البرنامج ببهجتها البابلية ثم تحلق من جديد كنحلة تتفقد ضيوفها كالزهور.. ابتسامة ووسامة وعاطفة غطت بوشاحها تعب الجهد الكبير والاستثنائي. استوقفتها منبهرة بحسن التنظيم وامتياز الترتيب والحضور اللافت فبدا عليها الفرح وبان العيد في محياها شاكرة الحضور وتلبية دعوتها الكريمة..

بادرتها بالسؤال من انت ” ست السيدات ” مع معرفتي المسبقة بها من خلال التاريخ النضالي المشرف لعائلتها.. ودار بيننا حديثا أوجزه بالتالي:

ولدتُ مسار في بلاد الرافدين في العام 1975. تحمل ارث حضارته العريقة ووصلت الى أستراليا في العام 1980 مع والديها، لتبدأ مشوار حياتها في بلد متعدد الثقافات والأعراق، وتثبت وجودها وهويتها في بلدها الجديد، حيث بدأت العمل في روضة للأطفال حبا منها للطفولة وضرورة الاهتمام بالطفل. هي الابنة الكبرى لأربعة أشقاء، وتقول عن دورها في العائلة “ولطالما تحملتُ هذه المسؤولية بشرف عظيم، فقد رُزقتُ بأجمل الوالدين والأشقاء وعشت أغرف من ينابيع المحبة والالفة ونكران الذات والأصالة. ‎أنهيت الصف الثاني عشر، وواصلتُ شغفي الدائم بدراسة الفن في قسم الأزياء في مدرسة البيت الأبيض للتصميم، لأدرك لاحقًا أن الموضة والفن لم يكونا بتلك الروعة التي توقعتها.
ثم تدرك قائلة: تزوجتُ في سن الثالثة والعشرين، وبعد ثلاثة عشر عامًا رُزقتُ بطفلين جميلين.

مسار جلو أم استثنائية فهي عاملة بدوام كامل، وتهتم كثيرًا بمتابعة مدارس أطفالها وأنشطة ما بعد المدرسة. لكيلا يفوتني في عجالة الموقف، عدت معها إلى موضوع الفن وقلت لها، افهم من ذلك انك عملت في مجال الأزياء والموضة سيدة مسار؟ فتجيب: مع شغفي بموضوع الفن والأزياء حقيقة لكن شاءت الصدف لأحصل على عمل ووظيفة في مجال مختلف تماما وهو التعليم والتدريب والتوظيف، وعملت باستمرارية في هذا المجال لأكثر من خمسة وعشرين عامًا.

وماذا عن تعليمك سيدتي؟ تقول مسار: أكملتُ تعليمي العالي في مجال الأعمال والإدارة وأثناء عملي في هذا المجال شغلت مناصب رفيعة من خلال العمل في المجتمع الاسترالي، واستطعت ان اعمل على إدارة ما يصل إلى خمسة وثلاثين موظفًا في آنٍ واحد. بالإضافة إلى ظروف العمل التي سمحت لي بالتواصل مع أفراد المجتمع والحكومة ورجال الأعمال في مختلف الاختصاصات .

لم تكتف مسار ولم تركن إلى الراحة، بل ذهبت لأبعد من ذلك فتقول: “أعمل حاليًا مع منظمة غير ربحية، في دورٍ كبير يسمح لي بمساعدة ذوي الشأن والاحتياجات الخاصة والدفاع عنهم. واعمل على دعمهم في التعليم والتدريب والتوظيف من خلال توجيههم نحو مهنة تخصصية إضافة إلى مساعدتهم على تحقيق نتائج ناجحة.”

تعمل جاهدة في دعم النشاطات المجتمعية وتحضر العديد من الفعاليات والمعارض الفنية والأنشطة الثقافية بمختلف انواعها، وقد غُرست هذه العاطفة في داخلها منذ صغرها من خلال رؤية والديها التي تنصب في خدمة أبناء مجتمعهما، وتحاول غرسها ايضا في أطفالها للمضي قدمًا في مسيرة العطاء.

وكانت خاتمة أسئلتي عن رسالتها إلى المجتمع العربي في المغترب الاسترالي من خلال اقامة هذه المهرجانات:
فأجابت: بالتأكيد نستطيع العمل دون توقف، ويمكننا جميعًا أن نجعل هذا المجتمع أفضل من خلال التعايش ومنح فرص العمل وفق سياقات عملية تمكن المرأة من الاندماج في المجتمع وليكون شعار العمل المنتج أن يفتح افاقا كبيرة للوصول إلى إنجازات كبيرة تخدم المجتمع في أقاصي الارض وليكن مؤشرًا وضاءا تستنير من خلاله ظلمة الأحكام المغلوطة في المجتمعات المتأخرة. ولتكن المرأة اضافة مضيئة لمسيرة حياة كاملة..