منذ سقوط نظام الأسد وأنا أتوق لقراءة خبر “يسرّ الخاطر” أو يفشّ الخلق عن سوريا، ولكنني ما زلت أبحث وسأبقى أفتش عن نافذة أطلّ من خلالها مع السوريين الى الشعارات التي فرحنا بها والتي رُفعت بعد سقوط نظام براميل البارود.

 

لن أبدأ بما حصل في الساحل السوري مع الأقليات العلوية والمسيحية، وعمليات لجوئهم الى لبنان المستمرة حتى اليوم.

ولن أتوقف عند ما حصل مؤخراً في صحنايا جرنايا قرب العاصمة السورية وهما مدينتان يقطنهما سكان من الأقلية الدرزية.

ولن أعلق على طعن الطالب الجامعي الدرزي أدهم ناصر غنام، أحد طلاب كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة حلب الاسبوع الماضي ولا عند الهتافات ضد الطوائف الدرزية والعلوية والكردية في الجامعة.

 

ولن أتحدث عن اشغال الإعلام يوم الجمعة بقضية ، بطلتها فتاة تُدعى ميرا

جلال ثابت، تنحدر من قرية المخطبية في ريف حمص، وتبلغ من العمر 19 عاماً. كانت تدرس في “معهد إعداد المدرسين” بمدينة حمص، قبل أن تختفي فجأة في ظروف وصفت بالغريبة، تاركة وراءها أسئلة كثيرة بلا أجوبة..

وبعد مرور أسابيع من الغياب، ظهرت ميرا

وبشكل مفاجئ في منزل عائلتها في ريف تلكلخ، وكانت برفقة عناصر من الشرطة وزوجها أحمد وهو من طائفة أخرى ( الصورة). ظهورها أثار المزيد من التساؤلات، حيث اعتبر عدد من الناشطين أن الفتاة قد تكون قد اختُطفت، ونُقلت إلى محافظة إدلب، وهناك تم تزويجها قسراً من الشاب أحمد.

.

لن أتوقف عند كل ذلك، لأنني أحاول أن أكون الى جانب الذين يطالبون  بمنح  نظام الشرع فرصة لضبط الأمور، ولكني أسأل:” كيف يفشل النظام الذي اجتاح المدن السورية بين حلب ودمشق بأيام معدودة في ضبط الأمور، وكيف  تسهو جبهة تحرير الشام عن كل هذه التجاوزات وهي التي أطاحت خلال ساعات بنظام بقي على صدر السوريين سحابة 55 سنة.

وأسأل مع خشية كبيرة مع الكثير من المتوجّسين الذين وصفوا التعديلات المدرسية التي احدثها النظام الجديد بأنها تحول من “البعثية” إلى “الإسلاموية”، معلقين على بعض التغييرات التي طالت مادة التربية الدينية، مثل استبدال عبارات وطنية مثل “الدفاع عن الوطن” بـ”في سبيل الله”، واستبدال مصطلحات مثل “المغضوب عليهم” و”الضالين” و”ابتعدوا عن طريق الخير” بـ”اليهود والنصارى.”

وأخيراً، يتخوف مراقبون من أن تكون إيجابيات التقدّم الذي يشهده الملف السوري منذ أشهر، والذي يحرّك ملفات الاقتصاد السوري وإعادة الإعمار والتطبيع بين تل أبيب ودمشق، قائمة على عدم نظر سوريا الى الوراء كثيراً، أي التسليم بأن ملايين السوريين خرجوا منها بين عامَي 2011 و2024، ويفوق عددهم الثمانية ملايين وبأنهم سيبقون حيث غُرِسوا في ديار أخرى، وبأن التفكير بالمستقبل سيكون على طريقة “رح نكمّل باللّي بقيوا”.