مطر يُصيب “نسيج طرابلس” بطلقات خاطئة!

ج وهبه

في مؤتمره الصحافي الذي عقده النائب إيهاب مطر في الرابطة الثقافية، كي يفسّر خروجه على الإئتلاف النيابي (النواب الأربعة)، وكي يعلن تأييده للائحة “نسيج طرابلس”، إنّما أصاب في مكان، وأخطأ في مكان آخر، حيث أنّ طلقاته الكثيرة قد أصاب بعضها اللائحة المدعومة منه، أي “نسيج طرابلس”..كيف ذلك؟

ما تحدّث عنه النائب مطر عن تردّد زملائه الأربعة، وعن خياراتهم المتبدّلة ، دونما تفسير واضح أمام الناس، إنّما جعلهم يبدون كمَن يعيد تكرار تجربة الماضي (المجلس البلدي الفاشل) من حيث المحاصصة، ومن حيث سوء الإختيار.وهذا توصيف صحيح مئة بالمئة.فالنوّاب  يؤيّدون ولا يؤيّدون اللائحة، يتقاسمون ولا يتقاسمون الحصص، ما جعل خيارهم في حالة إرتجاج، لا يعرف الناخبون ماذا يفعلون حياله، على عكس ما جرى ويجري مثلاً في زغرتا وجونيه، حيث الخيارات السياسية واضحة، ومرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالشأن البلدي، ما يحمّل القيادات السياسية مسؤولية مباشرة وكاملة عن نجاح أو فشل أداء المجلس البلدي، وهذا بالضبط ما يتهرّب منه “النوّاب الأربعة”!

إيهاب مطر أقدم على تأييد “نسيج طرابلس” لكنّه هاجم، في الوقت نفسه، التدخّل السياسي في تركيب اللوائح:إنّه تناقض، كان من الأجدى الإبتعاد عنه.

وهو، في مؤتمره، إنطلق من العمل البلدي ليصفّي بعض الحسابات السياسية المحلّية، كما تهجّم “بالشخصي” على بعض رؤساء اللوائح المنافسة، ما جعله يبدو متوتّراً بعض الشيء، مستعملاً بعض التعابير النافرة، ما أضعف حججه، وما جعل اللائحة المدعومة منه تهتزّ تحت ضرباته، بمعنى أنّ طلقاته شمالاً ويميناً قد أصابت منها جراحاً، وحوّلتها – دون قصد منه بالطبع – إلى مطيّة للمقارعة مع النوّاب الباقين.حتّى أنّه أدخل المملكة العربية السعودية “في الميدان البلدي” ولو كان في مجال نفي تدخّلها، حسب روايته لما دار في اللقاء الأخير ما بينه وبين السفير السعودي في لبنان وليد البخاري!

أطال مطر في الحديث البلدي، فوقع في أخطاء مرتدّة لم تستفد منها “نسيج طرابلس” التي تأخذ على لائحة “رؤية طرابلس” تبعيّتها الكاملة للسياسيين..وجُلّ مَن لا يخطئ!