
الرياح تهبّ من بخعون!
عنوان تمّ استيحاؤه ممّا كتبه أحد المثقفين، إنطلاقاً من “تجرّؤ” عائلتين في بخعون – الضنية على ترشيح سيّدتين إلى عضوية المجلس البلدي هما الطبيبة صفيّة حسن جبارة (رشّحتها عائلة جبارة) وآلاء بيّاع (رشّحتها عائلة البيّاع)، ما يمثّل وعياً متزايداً يمكن له أن يشكّل نوعاً من العدوى الآنية كما جرى في المنية (ترشّحت السيّدة سارة عبد الحميد عبيد على لائحة “معاً ننهض”)، أو العدوى في المستقبل القريب حيث تنتقل إلى القرى والبلدات المجاورة، وربّما تنتقل إلى المراكز النيابية، وهذا ما يشكّل علامة من علامات التغيير في طبيعة العمل البلدي وانتقاله من مجرّد “لعبة وقياسات سياسية” إلى أداة من أدوات التنمية والتطوّر..
وإذا كانت الرياح النسويّة قد هبّت من لائحة “كلّنا بخعون” بفضل عائلتي جبارة والبيّاع، فهل يمكن لها أن تلفح الصراع السياسي المفتوح بين إصرار النائب جهاد الصمد على تثبيت زعامته في بخعون من خلال مجلس بلدي يشكّل امتداداً لسياسته ورؤيته المحلّية باسم العِرف، وبين الوافد الجديد إلى البرلمان النائب عبد العزيز الصمد الذي حقّق مفاجأة من النوع الثقيل في استحقاق 2022 النيابي حين تمكّن من التفوّق في مجموع أصوات قرى وبلدات القضاء، فيما تمكّن جهاد الصمد من الحفاظ على تقدّمه في عقر داره، وهذا ما يسعى إلى تثبيته من خلال الإستحقاق البلدي الداهم بأيّ ثمن؟
بخعون تتأهّب قبل 24 ساعة من فتح صناديق الإقتراع على صراع بين مَن يريد مجلساً بلديّاً تتّصل همومه وانشغالاته بهموم المواطنين ومصالحهم وحاجاتهم الملحّة في الماء والكهرباء وشبكات الصرف الصحي وما شابه..وبين مَن يدافع عن موقع يربطه ربطاً وثيقاً بالحسابات السياسية والنيابية القادمة:الهوّة واسعة بين الوجهتين، وما على المواطن البخعوني سوى تغليب العقل والمنفعة العامة على العصبيّات والحسابات الضيّقة!