بعد فوز حزب العمال بولاية ثانية، أرسلت وزارة الخارجية الصينية تهنئة هادئة عبر بيان نُشر قبيل منتصف الليل، في خطوة عكست مراقبة دقيقة من بكين للمشهد السياسي الأسترالي، دون تدخل مباشر.

وركز البيان على “التوافق المهم” بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، مشيرًا إلى رغبة بكين في تعزيز شراكة استراتيجية أكثر “نضجًا واستقرارًا وإنتاجية” مع أستراليا.

وجاءت هذه اللغة الدبلوماسية لتشير إلى ارتياح صيني لفوز ألبانيزي واستعداد لتقوية العلاقات الثنائية.

وتعتبر الصين أستراليا شريكًا محوريًا في وقت تتصاعد فيه توترات بكين مع الولايات المتحدة. ومن منظور صيني، يعكس استمرار حكومة ألبانيزي فرصة استراتيجية جديدة لإعادة بناء الثقة.

لكن العديد من التحديات ما تزال قائمة، وعلى رأسها قضية ميناء داروين الذي منحته حكومة الإقليم الشمالي لشركة صينية بعقد مدته 99 عامًا عام 2015، وما زالت هناك مخاوف من تأثيره على السيادة الوطنية.

ورغم مراجعات أمنية سابقة أبقت على الاتفاق، وعد حزب العمال خلال الحملة الانتخابية بإعادة النظر فيه.

خلال فترة الحملة، ظهرت قطع بحرية صينية قبالة السواحل الأسترالية، وهو ما أثار اهتمام الإعلام والدفاع، لكنه لم يشكل جدلاً سياسيًا، بل عزز صورة الحكومة على أنها ثابتة وحذرة في تعاملها مع الصين.

في المقابل، تأمل بكين أن تفتح الولاية الثانية لحكومة العمال المجال لتعزيز العلاقات التجارية والدخول في اتفاقيات إقليمية مثل اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، رغم تعقيدات مشاركة تايوان فيها.

كما تواجه الحكومة الأسترالية ملفات حساسة مثل قضية الكاتب يانغ هنغ جون، الذي صدر بحقه حكم بالإعدام مع وقف التنفيذ، في حين أن إطلاق سراح الصحفية تشنغ لي عام 2023 عُدّ نجاحًا دبلوماسيًا.

في عالم يزداد اضطرابًا، تنظر الصين إلى أستراليا كفاعل مستقر يمكن الوثوق به – وهو ما يجعل العلاقة بين البلدين ذات أولوية لدى بكين.