يشهد قطاع النقل البري في أستراليا تحديات كبيرة، وسط تحذيرات من أزمة تلوح في الأفق بسبب نقص كبير في السائقين الشباب. فبينما يُعتبر هذا القطاع من الأعمدة الحيوية لسلاسل الإمداد، إلا أن مستقبله مهدد بسبب تقدُّم عمر العاملين فيه وعزوف الشباب عنه.

الأرقام تثير القلق

كشف تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للنقل البري أن هناك حوالي 28 ألف وظيفة شاغرة لسائقي المركبات الثقيلة في أستراليا خلال العام الماضي. والأخطر أن نحو نصف السائقين الحاليين تجاوزوا سن 55، بينما لم تتجاوز نسبة الشباب دون 25 عامًا حاجز 5%.

وحذر نائب رئيس رابطة ناقلي المواشي والريفيين الأسترالية، ويد لويس، قائلاً: “سنواجه ضغوطًا هائلة خلال 5 إلى 10 سنوات مع تقاعد كبار السن. على الحكومات أن تتحرك الآن”.

نموذج ملهم من الجيل الجديد

في مدينة ويست ويلونغ، أثبت الشاب تيم ميتون، البالغ من العمر 33 عامًا، أن الشغف يمكن أن يغيّر الصورة. وقد حاز لقب “سائق الشباب في نيو ساوث ويلز لعام 2025″. ويقول: “الشاحنة ليست مجرد عمل، بل أسلوب حياة. أفتقدها بعد يومين فقط في المنزل”.

عوائق تعيق الانضمام للمهنة

رغم العائد الجيد، إذ يتراوح دخل السائقين بين 120 و150 ألف دولار سنويًا، إلا أن المهنة لا تحظى بالاعتراف الرسمي. ووفقًا للويس، فإن غياب هذا الاعتراف يمنع فتح برامج تدريب أو تأهيل رسمي.

وفي محاولة للإصلاح، أطلقت حكومة نيو ساوث ويلز في 2024 برنامج إصلاح سياسات النقل، الذي أقر بوجود تحديات منها شيخوخة القوى العاملة، قلة السائقات، وانعدام التوجيه المهني للشباب.

إصلاحات وطنية لدعم القطاع

على الصعيد الفيدرالي، منحت الحكومة لجنة العمل العادل سلطة وضع معايير إلزامية تشمل الأجور ومواعيد الدفع. وأوضح مايكل كين، الأمين العام لنقابة عمال النقل: “بعض الشركات تنتظر 18 شهرًا لتحصل على مستحقاتها. لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة”.

مستقبل قطاع النقل على المحك

إذا لم يتم تنفيذ الإصلاحات بسرعة، فإن استمرارية قطاع النقل ستكون على المحك. والسؤال المطروح اليوم: هل ستتمكن أستراليا من جذب الجيل الجديد قبل فوات الأوان؟