
صحيح أنها معروفة باسم «المدينة العائمة»، لكنها باتت المدينة الغارقة، فخلال القرن الماضي، هبطت مدينة فينيسيا (البندقية) بنحو 25 سنتيمتراً، أو ما يقارب 10 بوصات، وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط مستوى سطح البحر في المدينة بما يقرب من قدم منذ عام 1900، حسب موقع «سي إن إن» الأميركية.
وهذا المزيج المأساوي يعني شيئاً واحداً: ليس فقط فيضانات منتظمة، بل الغرق الحتمي لهذه المدينة المحبوبة في أعماق بحيرتها الشهيرة.
وبالنسبة للزوار، فإن وضعها المتأزم يعدّ جزءاً من جاذبية البندقية؛ إذ إنهم يرغبون في زيارتها الآن قبل فوات الأوان، بصفتها رمزاً لعجز البشرية أمام قوى الطبيعة.
فقد باتت المدينة تغرق بمعدل نحو 2 ملليمتر سنوياً بسبب الهبوط الطبيعي المستمر.
ولكن ماذا لو كان بالإمكان ببساطة رفع المدينة؟ يبدو الأمر كأنه خيال علمي، لكنه في الواقع فكرة مهندس مرموق يعتقد أنها قد تكون المفتاح لإنقاذ البندقية.
وفي الوقت الذي تنفق فيه الحكومة الإيطالية حالياً ملايين اليوروهات سنوياً على رفع الحواجز لصد المد العالي بشكل استثنائي، يقترح بيترو تياتيني، وهو أستاذ في علم المياه والهندسة الهيدروليكية في جامعة «بادوفا» القريبة، ضخ المياه في عمق الأرض أسفل المدينة لرفع قاع البحر الذي تجلس عليه، مما يدفع فينيسيا إلى الأعلى.
ومن خلال رفع المدينة بنحو 30 سنتيمتراً (أي أقل قليلاً من 12 بوصة)، يعتقد تياتيني أنه يستطيع أن يمنح فينيسيا مُهلة تتراوح بين عقدين وثلاثة، وهي فترة يمكن للمدينة خلالها أن تجد حلاً دائماً لمواجهة المد البحري المتصاعد.
واختتم تياتيني حديثه بالقول: «أمامنا نحو 50 عاماً (بما في ذلك العمر الافتراضي للمشروع) لتطوير استراتيجية جديدة»، مشدداً على أن «فينيسيا تحتاج إلى تطوير مشروع أكثر عمقاً وجرأة لإنقاذها من المصير المحتوم».