ج و
بعد الإنسحاب الدراماتيكي لرئيس اللائحة المفترضة سعد علم الدين نجل الرئيس المخضرم لبلدية الميناء “البيك” عبد القادرعلم الدين، إنكشفت المعركة البلدية على صراع سياسي مفتوح على الإستحقاق النيابي المقبل في أيّار 2026، وذلك بين النائبين فيصل كرامي وطه ناجي من جهة، وبين النائب إيهاب مطر الذي كان سبّاقاً إلى الإنغماس السياسي في الصراع البلدي في كلّ من طرابلس والميناء، حيث استطاع في العاصمة الثانية أن يكون الراعي للائحة “نسيج طرابلس” التي تضمّ جمعية “عمران” وعدداً من الجمعيات الأخرى، والراعي للائحة “الميناء أوّلاً” في مدينة الأفق والموج برئاسة المهندس فادي السيّد، من جهّة أخرى!
في الميناء، خرجت إلى العلن تشكيلة لائحة المهندس فادي السيّد مكتملة ب 21 إسماً، آخذةً بعين الإعتبار العرف الذي يقضي بوجود مرشحين مسيحيين هم:رجل الأعمال سمير الرطل، روبير أيوب، روجيه النيني، رودي حنّا، كميل أنطون ورانيا جان البرط.كما تضمّ 4 نساء هنّ إضافة إلى البرط، هنادي مشرف، رنا الجم ومريم ابراهيم الصالح.وهي تشكيلة يمكن القول أنّها تراعي معظم الخصائص:العائلات (لبدة، الأيوبي، كلسينا، عرابي…)، والتمثيل المسيحي والعنصر النسائي.
في المقابل أعلن المهندس عامر حداد ما أسماه “نواة لائحة” تضمّ (حتى الساعة) 10 مرشحين فقط، من بينهم مسيحيان إثنان (بشارة حبيب ولورين متري)، ما يعكس نوعاً من الأزمة في القدرة على إستكمال اللائحة، وعلى إيجاد العناصر المسيحية الفاعلة.
ولكن ما برز على الساحة الميناوية، ما بعد فرط عقد لائحة علم الدين واقتصار لائحة حدّاد على 10 مرشحين (من أصل 21 مرشّحاً، أي أقلّ من النصف) هو دخول النائبين فيصل كرامي وطه ناجي على خطّ تشكيل لائحة ثالثة بالتنسيق مع رجل الأعمال إيلي واكيم (قام مؤخّراً بنشاط لافت في الميناء مثل التوزيع المجاني للطاقة الكهربائية على المنازل، وتزفيت بعض الشوارع والحفر..)، وهو (أي واكيم) يقود معركة خاصة به (أورثوذكسية الشكل والمضمون) مع المرشحين المسيحيين على لائحة “الميناء أوّلاً” وهما روبير أيوب وسمير الرطل، ما يسمح بتوصيف معركة الميناء على أنّها تدور على مستويين:الأول نيابي بين مطر وكرامي وناجي.والثاني أرثوذكسي بين واكيم والرطل وأيوب.
ولكن يبدو أنّ لائحة كرامي – ناجي تعاني الأمرّين في إيجاد “الرئيس المناسب”، وخاصة بعد امتناع كلّ من النقيب يحي مولود والسيّدين عاطف طبّوش وطارق كبارة عن خوض غمار المعركة..وبالتالي بات الثنائي النيابي مضطرين للجوء إلى لائحة المهندس حداد، أي دمج اللائحتين كي يكتمل عقد لائحة واحدة منافسة، ربّما برئاسة حدّاد، وربّما بالتناوب لمدّة ثلاث سنوات..فماذا هم فاعلون؟
غالباً ما قيل أنّه لا بلدية في الميناء دون “البيك عبد القادر..”، ويبدو راهناً أنّه لا يزال من الصعب خوض معركة متكافئة دون “إرث البيك” أي نجله سعد علم الدين!