
أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس جوزيف عون التقى، (الثلاثاء)، نظيره السوري أحمد الشرع، على هامش القمة العربية في القاهرة.
وأضافت، في بيان، أن الرئيسين تناولا عدداً من المسائل العالقة «حيث تم الاتفاق على التنسيق عبر لجان مشتركة تُشكل بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة».
وذكرت الرئاسة اللبنانية أنه تم التأكيد أيضاً على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين «لمنع جميع أنواع التجاوزات».
كان تلفزيون سوريا قد نقل في وقت سابق عن مصادر أن اللقاء سيناقش ملفات «شائكة»، أبرزها قضية النازحين السوريين وملف الحدود والتهريب عبر المعابر غير الشرعية، فضلاً عن «رسم خريطة طريق لمحادثات مقبلة على مستوى حكومي برعاية إقليمية».
وكان الشرع قد حثّ المجتمع الدولي في وقت سابق من اليوم على الضغط على إسرائيل للانسحاب «الفوري» من جنوب سوريا، مندداً بالهجمات الإسرائيلية التي قال إنها تستهدف أمن بلاده واستقرارها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكثّفت إسرائيل منذ الأسبوع الماضي ضرباتها على سوريا، على وقع مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل «جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل»، مؤكداً أن الدولة العبرية لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
وفي كلمة ألقاها خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة في القاهرة، قال الشرع: «نحثّ المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية في دعم حقوق سوريا في الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري».
وعدَّ أن «هذا التوسع العدواني ليس انتهاكاً للسيادة السورية فقط، بل تهديد مباشر للأمن والسلام في المنطقة بأسرها»، معتبراً أن «العدوان الإسرائيلي المتواصل، إلى جانب الهجمات العسكرية التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها، يتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً ضد هذا التصعيد».
وإثر إطاحة حكم بشار الأسد، شنّت إسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء البلاد، قالت إن هدفها منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة. وفي موازاة ذلك، توغلت قواتها إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، الواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل.
ورغم تنديد الإدارة الجديدة مراراً بالتوغّل الإسرائيلي، فإن أي مواقف عالية النبرة لم تصدر عنها إزاء إسرائيل. وكرّر الشرع أن بلاده التي تواجهها تحديات عدة بعد نحو 13 عاماً من نزاع مدمر، لا تريد الدخول في أي صراعات جديدة مع جيرانها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، ليل الثلاثاء الماضي، شنّ غارات على «أهداف عسكرية» في جنوب سوريا، بما في ذلك «مراكز قيادة ومواقع عديدة تحتوي على أسلحة». كما أعلن قصفه ليل الاثنين «موقعاً عسكرياً» يضم مستودعاً للأسلحة في غرب سوريا.
وندّد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، الثلاثاء، بـ«التصعيد العسكري الإسرائيلي» على سوريا.
وقال في بيان: «هذه الأعمال غير مقبولة، وتهدد بزعزعة استقرار الوضع الهش أصلاً، وتفاقم التوترات الإقليمية، وتقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد وانتقال سياسي مستدام».