
ليس غريباً وقوف دونالد ترامب الى جانب فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا كتبرير مسبق له في ابتلاع كندا وغرينلاند وبنما.
وليس غريباً ان يرفض طلب زيلنسكي بضمانات قبل وقف إطلاق النار، حتى لا يكرّر الأمر ذاته مع الفلسطينيين.
ليس غريباً ان يتهكّم ترامب على الأوروبيين ويقول: “فليتحالف زيلنسكي مع اوروبا وليحاربوا روسيا”، كأنه يقول أنتم بلا اميركا لن تفعلوا شيئاّ.
صحيح أن ردود فعل الأوروبيين كانت فورية بإعلان وقوفهم الى جانب أوكرانيا في معرض دفاعهم عن الحرية والديموقراطية، ولكن هل يفهم ذلك الرجل الذي أفلت أنصاره لاحتلال مبنى الكابيتول ثم أصدر عفواً عن الجناة منهم لدى انتخابه رئيساً للمرة الثانية.
حتى أستراليا دخلت على الخط بقوة معلنة على لسان رئيس وزرائها :” بالطبع نحن نقف الى جانب أوكرانيا لأنها صاحبة حق”!.
وقال زعيم المعارضة بيتر داتون:”هذه معركة من أجل الحضارة؛ إنها معركة ضد دكتاتور – دكتاتور قاتل – (يعني بوتين) وأعتقد أن جميع الأستراليين يقدرون حقيقة أننا وقفنا مع أوكرانيا منذ البداية ويجب أن نستمر في ذلك”.
وما هو تأثير رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر ورئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني اللذين لم يكونا زعيمين في ولاية ترامب الأولى، فهل يتعرّضان للإهانات التي تعرّض لها كل من أنجيلا ميركل وايمانويل ماكرون على يد ترامب؟
ونحن العرب ألم نشاهد منذ نحو اسبوعين كيف أهان الرئيس ترامب العاهل الأردني الذي رفض تهجير سكان قطاع غزّة؟.
والسؤال الأهم بعد مشادة البيت الأبيض يوم الجمعة:” هل يتحمّل فولوديمير زيلنسكي وحده مسؤولية الحرب، اليست الولايات المتحدة هي التي ساعدت أوكرانيا وأقامت جسوراً جوية باتجاه كييف وتجاوزت قيمة مساعداتها 30 مليار دولار.؟
أليست أوروبا التي أصرّت على زيلنسكي الإنضمام الى حلف شمال الأطلسي “الناتو” رغم التهديدات المتكرّرة والصريحة من روسيا؟!.
على دونالد ترامب أن يلوم بلاده أولاً واوروبا ثانياً إذا كان لا بدّ من ملامة، علماً أن اوكرانيا هي دولة مستقلة وحرّة في قرارها وهي لم تعتدِ على روسيا. ويحق لترامب أن يعارض موقفها وسياستها ولكن ليس له أن يحقّر رئيسها ويهينه يسخر من بدلته أمام الكاميرات ويسمّيه ديكتاتور.
..وخفيَ على ترامب ان ربطة العنق الحمراء لا تزيد من رصيده شيئاً.
في الختام، لم يلحظ كثيرون ما كشفه زيلينسكي، بأن الاقتراح الأصلي حول اتفاق المعادن الذي تقدم به وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت كان يتضمن مطالبة بالاستحواذ على 50 % من حقوق أوكرانيا في المعادن النادرة والمعادن الحيوية مقابل المساعدات العسكرية التي سبق تقديمها، أي ما قدّمه بايدن كمساعدات سيقبض ثمنه ترامب؟!.
ويبقى السؤال: من هو الديكتاتور؟!..