وداد فرحان- سيدني
شهدت الأوساط الثقافية والأدبية في سيدني فعالية متميزة تمثلت في توقيع ديوان “محراب صمتي” للشاعر سلام ناصر الخدادي أحد أبرز الأسماء الأدبية في الوسط الثقافي العراقي-الأسترالي. تُعد هذه الفعالية علامة فارقة في مسيرة الخدادي حيث لم يقتصر الحدث على تقديم إصداره الأدبي الجديد بل شكّل ملتقى لجمع مختلف من أطياف المجتمع الشرق أوسطي الناطق بالعربية، من مختلف الخلفيات والتوجهات الثقافية ليكون بذلك مساحة للحوار والتفاعل الأدبي والفكري في المغترب الاسترالي. الخدادي في هذا الحدث يعكس رؤيته في توظيف الأدب والفن كجسر للتواصل بين الأجيال المختلفة، وهو ما ظهر جليا في الحفل الذي نظّمته جمعية سومر للثقافة والفنون. وتمثل أعمال الخدادي نموذجا متجانسا للمزج بين التراث الأدبي العربي وأسلوب الحداثة، إذ ينطلق من تجاربه الشخصية ومعايشته للمجتمع ليستلهم من خلالها قضايا إنسانية واجتماعية بلمسة شعرية واقعية. وأهم ما ميز الحفل تلك القراءات الشعرية المختارة والمختلفة من الديوان، إلى جانب شهادات أدبية وثقافية وثّقت مسيرة الشاعر الطويلة والممتدة ما بين الابداع المسرحي والغوص في بحور الشعر والهيام في صحاري الفنون الأدبية. جاء ديوان “محراب صمتي” تعبيرًا نابعا عن الوعي الوجداني في رحلة شعرية عميقة تتداخل فيها التأملات الفلسفية مع التجربة الإنسانية حيث تتجلى مشاعر الحب، الأمل، الذكريات، والبحث عن الذات. ولتحليل النص بشكله ومحتواه يظهر جليا اتسام أسلوب الخدادي ببساطته وعمقه الفكري حيث يجمع بين المتضادات ليقدّم رؤية شعرية تُحاكي أبعاد مراحل الحياة بأسلوب يجذب القارئ ويجعله شريكا في التجربة الشعورية للنص. تُظهر أعمال الخدادي قادرة على إعادة إحياء الذاكرة الشعرية بلمسة الحداثة، حيث تتجلى جرأة المفردة وعمق المعنى في كتاباته، مما يجعلها قريبة من المتلقي اذ انها تعكس هواجسه وتطلعاته. لقد استطاع من خلال “محراب صمتي” تقديم صرخة في صرخات صامتة تحمل في طياتها صوتًا مدويًا، يُجسّد صراع الإنسان بين الماضي والحاضر وبين الحلم والواقع في رحلة شعرية تستحق التأمل والتقدير.
وثقت فضائية تلفزيون العراق في استراليا الاستاذ المخرج سمير قاسم بكاميرته التي رافقت كل الانشطة الثقافية على كل الأصعدة في كافة أنحاء استراليا بتقرير اخباري وصوري وبجهود جبارة وكبيرة ..