
الفنان جورج نعمة: المولودون في أستراليا يعشقون تحديث أغاني الزمن الجميل
حاوره أنطوان القزي:
كأنه ولد ليكون فناناً مسبّع الكارات، فهو موسيقي ومطرب وكاتب ومخرج ومنتج أفلام وثائقية عن تاريخ الفن، إلى كونه ساحراً لا يحتاج إلى إعلان كي تمتلئ المقاعد حيث تكون حفلاته. واذا كان الفنان يحتاج الى كاريزما وحضور وصوت، ربما لدى جورج نعمة سرّ غير ذلك وجاذبية لا تفسير لها. إنه بابتسامته الرقيقة ونظراته اللماحة إلى إبداعه لوحة فنية متكاملة.
زيارة جورج نعمة الحالية هي مع المتعهّد الفني المعروف ميشال حايك وسيحيي حفلتان : الأولى في أول شباط في سدني في صالة لاكاستيل في بانكستاون، والثانية في ملبورن في 7 شباط في التيما فونكشن.
والسبت الماضي أحيا الفنان نعمة حفل زفاف العريس جوزيف ديب ابن رجل الأعمال جورج ديب في صالة لاكاستيل في بانكستاون.
وعن زيارته الثانية الى أستراليا التي زارها لأول مرة العام الماضي 2023، يقول جورج: ” أستراليا دائماً في البال، اللبنانيون كثيرون هنا وبينهم عدد كبير من أبناء بلدتي تنورين، يغمرونك بالحب والفرح وكأن لطفهم مضاعف وهم خارج لبنان. وعندما صعدت الى المسرح العام الماضي انتابني شعور غريب هو بين الغبطة والتأثر وبقي راسخاً في نفسي.. وأنا أرى ان محبة الناس مسؤولية، على الفنان ان يقابلها بالأحسن والأفضل.
يرافق جورج الى أستراليا فرقة من 12 موسيقياً من لبنانيين وأستراليين وكنديين وأميركيين. “ما لفنتي هو أن الأجيال الجديدة هنا تحب أعاني الزمن الجميل المطعّمة بالحداثة حتى أنهم يغنون ” سنفرلو عالسنفريان”.
وعن سر نجوميته الواسعة، يقول نعمة أنه قريب بطبيعته من الناس، وهو ملحاح في عمله من الكلمة الى الموسيقى الى الحضور على المسرح.
لدى جورج 13 أغنية خاصة وأقام حفلات كثيرة خارج لبنان : في أميركا وكندا والإمارات والبحرين والكويت وسوريا والأردن ومصر والنمسا وايطاليا “لكن المحطة الرئيسية تبقى لبنان”.
ولإكمال عمله الوثائقي عن موسيقى الشعوب زار عدة بلدان. ويرى ان الموسيقى الاثنية هي مرآة الشعوب .
وعن الفنان يقول جورج:” مهما كبر الفنان ، يبقى نقطة في بحر الموسيقى التي هي علاج الروح.
في الختام أعرب جورج عن ارتياحه لما يمرّ به لبنان اليوم ” لأن لبنان يستحق السلام والأمان والحياة ليعيد الصورة المعروفة عنه في حقول الفن والثقافة والإبداع والحرية.
سيرة
ينحدر الفنان جورج نعمة الذي يزور أستراليا حالياً من عائلة من الموسيقيين والفنانين بدءاً من والده إلى كل فرد من إخوته الثمانية. في سن الحادية عشرة، ظهر على المسرح مع أيقونة الموسيقى اللبنانية وديع الصافي. تلك اللحظة غيرت كل شيء بالنسبة له. وهو سيقدم أغاني جديدة في رحلته الحالية.
حينها حازت موهبته على إعجاب الفنان زياد الرحباني الذي دعا نعمة ليكون المغني الرئيسي في العديد من حفلاته الموسيقية. وقام في نهاية المطاف بجولة مع المطربة اللبنانية الأسطورية فيروز كمغنْ منفرد وأخذ دوراً تمثيلياً في مسرحية “صح النوم” للأخوين الرحباني.
الشغف والتفاني دفعا نعمة إلى تشكيل فرقته الموسيقية، وحصد قاعدة جماهيرية من المعجبين بأسلوبه الموسيقي الفريد والحيوي. تابع دراساته الموسيقية في الجامعة، حيث تلقى دروساً متقدمة في البيانو، العود، الغناء الشرقي، تاريخ الموسيقى، والأوركسترا.
وتعمق في الفنون من خلال متابعة دراسة الماجستير في السينما بعد سنوات.
لقد قطع نعمة شوطاً طويلاً منذ ذلك الحين. وألّف الموسيقى التصويرية لعشرات الأفلام القصيرة والمرئيات. أخرج الموسم الثاني من “إثنوفوليا”، وهو وثائقي عن الموسيقى والثقافة العرقية الذي قدمته اخته عبير نعمة. وتم تصويره في العديد من البلدان بما في ذلك المجر المجر والهند ومصر والمغرب وإيطاليا.
كما ألّف مقطوعات أصلية مع شقيقته في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب والتي تم تسجيلها مع الأوركسترا البلغارية الفيلهارمونية.
وهي مجموعة من الموسيقيين العالميين الذين يمزجون الموسيقى العرقية من OK World في عام 2013، أصبح عضواً في عدة ثقافات. وأطلقوا معاً ألبوماً وقاموا بجولة في أوروبا، إضافة إلى أدائهم “مهرجان أوسلو للموسيقى العالمية” في النرويج ومهرجان La Mar de Musicas في أسبانيا.
أنتج أول أغنية له بعنوان “يا تفيدة” في عام 2016 واستمر في إنتاج العديد من الأغاني الأخرى بما في ذلك بتتذكري، يا غيم، شو عملتي ومتلك ما في.
تعاون مع أسماء كبيرة في المجال الموسيقي مثل زياد بطرس، هادي شرارة، جورج خباز، بلال الزين ونبيل أبو عبده.
عام 2018، حصل جورج نعمة على جائزة الموركس دور عن فئة أفضل فنان لبناني صاعد. ويعمل حالياً على ألبومه القادم بالإضافة الى العديد من المشاريع الموسيقية الأخرى.
لم يقتصر شغف جورج نعمة بالموسيقى على الأداء فقط، بل شمل أيضاً التأليف والإخراج، حيث قام بتأليف الموسيقى التصويرية لعشرات الأفلام القصيرة. كما أخرج الموسم الثاني من “إثنوفوليا” وهو وثائقي والثقافة العرقية من تقديم شقيقته عبير نعمة، وتم تصويره في عدة لبنان ما أضفى عليه غنىً ثقافياً وفنياً.