هناك العديد من التساؤلات التي تطرح نفسها و بقوة علي الساحة السياسية ليس علي نطاق الأراضي العربية فحسب بل علي العالم كله بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد . بماذا يؤثر هذا الحدث علي الساحة العربية بشكل عام ؟ هل هذا الحدث يؤثر ساسياً فقط أم إقتصادياً و تجارياً وثقافياً و تأثيرات متعددة الجوانب و الأتجاهات ؟
هل لبنان البلد الملاصق لسوريا و المتداخل في حربه مع اسرائيل يحظي بتأثيرات قوية بعد هذا الحدث؟
هل القرارات الدولية المرتبطة بلبنان تحفظ له الأستقرار الالقوي و تمنع أية إصابات تضر بالحالة السياسية و الأجتماعية – نهيك عن الحالة الأقتصادية المنهارة في لبنان ؟
الاسئلة كثيرة حول الواقع اللبناني، لكن الاجوبة لا تزال محدودة لدى الاوساط السياسية، خصوصاً أن ما حدث وسرعته لم يكن مفهوماً لا لناحية الأسباب التي أدت اليه ولا لجهة النتائج المترتبة عنه، لذلك فإن التأثير الحتمي بالساحة السورية مرتبط اولاً بالجغرافياً، وبوجود عدد كبير جداً من اللاجئين السوريين في لبنان، لكن شكل هذا التأثير ونوعيته ليس واضحاً بعد وقد يحتاج لأشهر طويلة قبل ان يتبلور بشكل سياسي بإنتظار تبلور الحالة السياسية الجديدة في سوريا، فقد تتجه الشام الى إقتتال داخلي داخلي بين الفئات الطائفية وقد تتجه الى تناحر بين الاحزاب والقوى والميلشيات المدعومة من قوى اقليمية متناحرة، وقد تتقاتل المجموعات الاسلامية في ما بينها على السلطة، هذا وقد يكون الامر معاكساً اذ قد يتم بناء دولة وتعزيز المؤسسات وخوض تجربة ديمقراطية و لو بشكل نسبي.
في لبنان، قد يكون احتفال قوى المعارضة والاحزاب والشخصيات المعادية للنظام السابق، فيه من الضحالة السياسية ما لا يقاس، وكذلك “الحزن” و”اليأس” الذي اظهرته القوى الحليفة لسوريا، اذ ان التطورات التي حصلت والتي ستفرض نفسها اولا على من سيستلم السلطة في سوريا ستجعله يتعامل مع التوازنات في المنطقة ويبني شبكة حماية للنظام الجديد ومصالح للدولة الموعودة، وعليه قد يجد الحكم الجديد في سوريا الخليج العربي خصماً له وقد يجد ايران حليفاً والعكس صحيح، وقد يرى أن الانفتاح على الغرب لا مفر منه وقد يجد ان الجذرية الثورية هي الحل، كلها احتمالات لن تتضح بشكل سريع خصوصاً في ظل التطورات المتسارعة، المستمرة في المنطقة.
تعتقد مصادر مطلعة أن الحالة السياسية اللبنانية ستتجمد، الا في حال كان القرار الدولي ببدء المسار المؤسساتي كبيرا جداً وهذا ما لن يظهر قبل وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، فإذا حسم امر انتخاب الرئيس الجديد، فإن القطار اللبناني سيسير بحذر، وسيكون هناك دعم خليجي جدي في لبنان لاحداث توازن حقيقي مع الحالة السنية القريبة من تركيا في سوريا، اما في حال قرر الاميركيون عدم الضغط من اجل انتخاب رئيس جديد فإن الفراغ سيستمر لان الاطراف الداخلية ستعود الى رهاناتها السابقة على التطورات الاقليمية وامكانية تحقيق انتصار شامل وكامل على الفريق الآخر.
و لبنان في أنتظار أجوبة لأسئلة كثيرة مطروحة من خلال أحداث تولد في دائرة الصراع في الساعات القادمة .